إحياء القلوب بتوحيد الله تعالى
إفراد الله تعالى بالتوحيد، والانقياد له بالطاعة، والخلوص من الشرك وأهله، والخلوص من المعاصي والآثام، هذا الحق هو أعظم الحقوق لله تعالى على خلقه؛ عن معاذ رضي الله عنه، قال: "كنت رِدْفَ النبي صلى الله عليه وسلم على حمار يقال له: عُفَير، فقال: يا معاذ، ((هل تدري حق الله على عباده، وما حق العباد على الله؟))، قلت: الله ورسوله أعلم، قال: ((فإن حق الله على العباد: أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا، وحق العباد على الله: ألا يعذِّب مَن لا يشرك به شيئًا))، فقلت: يا رسول الله، أفلا أبشِّر به الناس؟ قال: ((لا تبشِّرهم فيتكلوا))".
قال ابن مفلح المقدسي رحمه الله تعالى: "واعلم أن القلوب تضعف وتمرض وربما ماتت بالغفلة والذنوب، وترك إعماله فيما خلق له من أعمال القلوب المطلوبة شرعًا، وأعظم ذلك الشرك، وتحيا وتقوى وتصح بالتوحيد واليقظة، وإعماله فيما خلق له، والضد يزول بضده، وينفعل عنه عكس ما كان منفعلاً عنه".
وقال ابن مفلح المقدسي رحمه الله في موضع آخر: "وقال ابن عقيل في الفنون: والله ما أعتمد على أني مؤمن بصلاتي وصومي، بل أعتمد إذا رأيت قلبي في الشدائد يفزع إليه، وشكري لما أنعم علي".
لذا ينبغي على المعلم والمتعلم أن يتأدبا بهذا الأدب الذي يأتي في مقدم الآداب التربوية، والذي ينبغي على المعلمين أن يتربَّوا عليه ويربوا المتعلمين عليه، حتى يتم تهذيبُ نفوسهم، وتربيتها على الخضوع لأوامر الله تعالى، والانقياد له جل وعلا، وتحكيم أمره في كل صغيرة وكبيرة، داخل المجتمع المدرسي وخارجه.