دور العرب في الرياضيات
لقد نبغ العرب في الرياضيات؛ فكان (الخوارزمي) أولَ مَن جعل الحساب علمًا قابلًا للتطبيق العملي، وهو الذي علَّم أوروبا طريقة الأعداد الجديدة، وكتابتها من اليمين إلى اليسار - كما يكتب العرب لغتهم - وأهمية استخدام الصفر، وخاصة في تبسيطه لعمليات الجمع والطرح.
و(الخوارزمي) هو صاحب الفضل الأكبر على علم الجبر، الذي خلق منه العرب علمًا مستقلًّا بفضل مؤلفات ودراسات أبو كامل، والبيروني، وابن سينا، والكراديسي وغيرهم - تلك المؤلفات التي نقل عنها كلٌّ من: (ليوناردو فون بيزا) ما خطَّه عن المعادلات التربيعية والتكعيبية، وكذلك (الجراف فون إيبرشتين) الألماني زعيم طائفة الدومنيكان - نقل عنها رسائلَه التي علَّمت أوروبا حساب العرب وجبرهم.
وفي عام 1845 أثبت الفرنسي (رينان) أن علم اللُّوغريتمات ينتسب إلى اسم العالم العربي: الخوارزمي.
كذلك نهَض العرب بحساب المثلَّثات، فكان الفلكي (القباني) أول من استبدل الأقواس بالأوتار، واستخدام تعبير: جيب/تمام الجيب الذي لم يعرفه الإغريق من قبل، وكان الفلكي (جابر) الذي برَع في علم المثلَّثات الكُروية، واستنبط من القوانين ما ساعد على حلِّ المثلث، والتقدم في علم الفلك.
••••
إن علماء الغرب يعترِفون بأن أوروبا قد بَنَتْ صرحها العلمي "على المجهودات العربية؛ فعن الفلكيين العرب أخذت أوروبا الحساب المعروف باسم الطريقة الستينية، وهو النظام القائم على اتخاذ الوحدة ستين قسمًا...، والعرب فقط هم الذين استكملوا الحساب الستيني، وبذلك أصبح حساب الفلكيين.
والعرب أيضًا هم الذين سبقوا أوروبا بنحو سبعمائة عام قبل إنجلترا وألمانيا، إلى إيجاد الحساب الخلافي (التفاضلي)، وصاحبَا الفضل في إيجاده: الطبيب الفيلسوف ابن سينا (890 - 1038)، واللاهوتي الغزالي (1053 - 1111)...، لقد أضاف ابن سينا - عن طريق بحوثه العلمية التي لم يسبقه إليها أحد - الكثير من النظريات الطبيعية، كذلك عالج اللانهائي ... في الطبيعة والرياضيات، ولا شك أن أوروبا لم تنتبه إلى مثل هذه النظريات الخاصة باللا نهائي... إلا في القرن السابع عشر الميلادي، بفضل أمثال: نيوتن، وليبنيتز...
فالعرب بأعدادِهم وآلاتهم، وحساباتهم وجبرهم، ونظرياتهم حول المثلَّثات الكروية، وعلوم البصريات، وغيرها - نهضوا بأوروبا، ودفعوها إلى الحركة العلمية دفعًا، ومن ثم استقلَّت، واكتشفت واخترعت، وتسلَّمت زعامة العلوم الطبيعية"