السلاحف حيواناتٌ تنتمي إلى عالم الزواحف ذوات الدم البارد، ومَضربُ المثَل في بطء الحركة، وهي من الكائنات المعمرة، والتي تعيش لمئات السنين، وتستمر في النموِّ حتى يصل طولها إلى المترين؛ كتلك الموجودة في جزر المحيط الهادي.
وتنقسم إلى قسمين: سلاحف برية تعيش على اليابسة، وسلاحف مائية تعيش في المياه، وكلا النوعين يشتركان في خصائص متماثلة؛ كالدرع الواقي الصلب الذي يُغلف جسم السلحفاة، وتحته أنسجة عظمية تُكوِّن الهيكل، والتنفس بواسطة الرئتين، والجلد قوي جدًّا بفضل الحراشيف، كما للسلحفاة قلبٌ مكونٌ من بُطين وأذينين، والسلحفاة تبيض ولا تلد كباقي الزواحف، وتضع البيض في مكانٍ بعيدٍ عن الرطوبة، حتى يفقس دون احتضانه، ولا يحتوي فم السلحفاة على الأسنان، ولكنها تقضم طعامها بواسطة شكل فمها المدبب الذي يشبه المنقار عند الطيور.
أمراض السلاحف:
السلاحف كباقي الكائنات الحية تتعرض للأمراض، سواء تلك الموجودة في المنزل، أو في البرية، أو المياه، وعادةً ما يتم التعرف على وجود اعتلالٍ صحي لدى السلحفاة في فصلَي الصيف والربيع، أما مع نهاية الخريف، فتدخل السلحفاة في فترة السبات الشتوي، وتتوقف عن إظهار أي مؤشر للحياة والحركة.
ومن أشهر أمراض السلاحف:
1-أمراض العين: تعاني السلحفاة المصابة بنقص فيتامين (أ) من عدم القدرة على الرؤية، ومن انتفاخ حول العينين، وتقشر الجلد المحيط بهما، وظهور البقع على الجلد كافة، مع تساقط الأظفار، كما قد يكون السبب في وجود بكتيريا داخل العين من المحيط أو بسبب عَيش السلحفاة في مكانٍ غير نظيف.
العلاج: تقديم الطعام الذي يحوي نسبةً عاليةً من فيتامين (أ)؛ كالسبانخ، والجزر، والبرسيم، والبيض، أما السلحفاة البحرية، فتُعطى الأسماك الحاوية على فيتامين (أ)، مع ملاحظة طهي الجَزَر قبل تقديمه؛ لكونه صلبًا والسلحفاة لا أسنان لها.
2-أمراض السمنة: تعتبر زيادة وزن السلحفاة من أخطر ما يصيبها؛ فقد يُؤدِّي بها إلى الموت بسبب توقف الكبد عن العمل، وزيادة الوزن نتيجةٌ طبيعية لزيادة كمية الطعام وعدد الوجبات التي تتناولها السلحفاة، مع حجزها في مكانٍ صغير لا تستطيع المشي فيه.
العلاج: استشارة الطبيب البيطري لتحديد نظام غذائي للسلحفاة.
3- التهاب الأذن: تعيش السلحفاة في درجة حرارة تتراوح ما بين (24 - 29) درجةً مئويةً، وفي رطوبة متوسطةٍ، وفي حال اختلال هذين الأمرين تعاني السلحفاة من التهاب الأذن، والذي يظهر على شكل تورم على أحد جانبي رأس السلحفاة.
العلاج: التدخل الجراحي من قِبَل الطبيب البيطري لإزالة الانتفاخ.
4-تعفن الصدفة: يحدث العفن على ظهر السلحفاة في مناطق الانكسار أو الجروح في الصدفة، على شكل بقع بيضاء، وسرعان ما تتدهور صحة السلحفاة بسبب نمو البكتيريا في تلك المناطق الضعيفة، والتي تمتد إلى داخل الصدفة حيث هيكل السلحفاة.
العلاج: إزالة العفن من مكان نموه داخل وخارج الصدفة باستخدام المطهرات والمعقمات الطبية البيطرية يوميًّا حتى يتم القضاء على البكتيريا.
5- التهاب الفم: يحدث الالتهاب في الفم بسبب تناول السلحفاة للطعام غير النظيف، المليء بالبكتيريا والفطريات التي تنتشر في الفم وتسبب التهابه، وتَعجِزُ معه السلحفاة عن فتح فمِها.
العلاج: زيارة الطبيب البيطري لإزالة الالتهاب بواسطة الجراحة، إضافةً إلى حاجتها للمضادات الحيوية للقضاء على الالتهاب.
6- أمراض الجهاز التنفسي: تعاني السلحفاة بسبب ارتفاع حرارة الطقس أو انخفاضه، وبسبب عدم تجفيفها جيدًا بعد الاستحمام الأسبوعي الخاص بها، من حدوث التهاب في جهازها التنفسي، يظهر على شكل سيلان في الأنف، وصعوبة في التنفس، وفتح الفم أكثر من المعتاد.
العلاج: توفير الجو المناسب في الصيف والشتاء للسلحفاة، وزيارة الطبيب البيطري لصرف العلاج الخاص بأمراض الجهاز التنفسي.
7- الطفيليات الخارجية: كائنات تتطفل على جلد وصدفة السلحفاة وتضع بيوضها فيها وتمتص دمها؛ كالقرادة ويرقة النبر.
العلاج: التدخل الجراحي من قِبَل الطبيب البيطري إذا كانت هذه الطفيليات منغمسةً عميقًا في الجلد، أما إن كانت سطحيةً، فتُعالج برش السلحفاة بالملح، ثم تُزال باستخدام الملقط.
8- نمو الدودة الأسطوانية: تنمو داخل الفم بسبب تناول الطعام والماء غيرِ النظيفين.
العلاج: فتح فم السلحفاة بين فترةٍ وأخرى برفقٍ، وفي حال وجود الدودة الأسطوانية يتم إزالتها بالملقط المعقم.
9- الطفيليات الداخلية: وهي الديدان التي تتكاثر في المعدَة، بسبب الغذاء الملوث، وتسبب فقدان الشهية للسلحفاة مع كثرة الإسهال.
العلاج: إعطاء السلحفاة دواءً خاصًّا من قِبل الطبيب البيطري عن طريق الفم للقضاء على ديدان المعدة، وتقديم الطعام النظيف لها.
10- مرض السالمونيلا: من الأمراض المعدية، والتي تنتقل للإنسان عن طريق ملامسة الحيوان المصاب، ثم وضع اليد في الفم دون غسلها، وتصاب السلحفاة ببكتيريا السالمونيلا بسبب تناول الطعام الملوَّث؛ فيصبح البراز أخضر اللون مع فقدان الرغبة في تناول الطعام أو السباحة في الماء.
العلاج: زيارة الطبيب البيطري فورًا.
11- مرض السكري: تقديم الطعام المحتوي على كمياتٍ كبيرة من السكريات والكربوهيدرات يؤدي إلى ارتفاع سكر الدم لدى السلحفاة.
العلاج: جرعات مضبوطة الكمية والوقت من الأنسولين تحت إشراف الطبيب البيطري.
12- الفشل الكلوي وتليف الكبد: تُصاب السلحفاة بهما عند عدم تناول الكمية الكافية من الماء يوميًّا، وفي حال إهمال علاج السلحفاة عند إصابتها بالالتهابات البكتيرية، والتي تبدأ بالانتشار في جسمها ومهاجمة الكبد والكلى.
العلاج: زيارة الطبيب البيطري، فلا تُجدِي العلاجات المنزلية شيئًا في هذه الحالات.
13- التهاب الغُدد الجنسية: مرضٌ غير ظاهرٍ للعيان، وتصاب به السلاحف في موسم التزاوج.
العلاج: الفحص الدوري في فترة التزاوج، وإعطاء الدواء المناسب للغدد الجنسية.
14- الإمساك الحاد: تصاب به السلحفاة في حال عدم تقديم الطعام المشتمل على الألياف لفترةٍ طويلة؛ فتعاني من زيادة بطء الحركة، وتعجز عن تحريك أرجلها، بل تجرها جرًّا أثناء المشي.
العلاج: تقديم الطعام المحتوي على الألياف؛ كالبرسيم والخس، لمدةٍ لا تقل عن عشرة أيامٍ متتاليةٍ، والتوقف عن تقديم الطعام المعلَّب الخاص بالسلاحف، وزيارة الطبيب إن كان الوضع حرجًا.