الركبة من أهم مفاصل الجسم، والتي يتركز عليها وزن الجسم بشكلٍ أساسي؛ لذلك فإن أي مشكلة تظهر في هذا المَفصِل الهام تؤثِّر بشكلٍ رئيس في الحركة والجهاز الهيكلي بشكل عام، ومن أكثر مشاكل الركبة انتشارًا مرضُ خشونة الركبة، أو ما يسمى أيضًا "تآكل غضاريف الركبة"، وهو من الانتشار بحيث يتوجَّب علينا الآن أن نُفرِد له مقالاً خاصًّا نتناول فيه الأبعاد المختلفة لهذا المرض الشائع "خشونة الركبة".
عناصر الموضوع:
1- تعريف خشونة الركبة.
2- كيف تحدث خشونة الركبة؟ والتغيرات الحادثة للمفصل المصاب بالتآكل.
3- أسباب خشونة الركبة.
4- أعراض مرض خشونة الركبة.
5- العوامل المساعدة على حدوث خشونة الركبة.
6- العلاج الدوائي لمرض خشونة الركبة.
7- العلاج الطبيعي لمرض خشونة الركبة.
8- العلاج الجراحي لمرض خشونة الركبة.
9- علاج خشونة الركبة في الطب البديل.
10- تعليمات لمريض خشونة الركبه
أولاً: تعريف خشونة الركبة:
هي عملية تآكل تدريجية، تحدث في غضاريف مفصل الركبة، وهذا التآكل يحدث طبيعيًّا في الفترة العمرية بين 35 و40 سنة، وتزيد خشونة الركبة مع تقدم السن.
ثانيًا: كيف تحدث خشونة الركبة؟ والتغيرات التي تحدث في مفصل الركبة المتآكل:
1- يحدث انسدادٌ في الشعيرات الدموية الدقيقة المغذِّية لمفصل الركبة وللغشاء السينوفي المحيط بالمفصل؛ مما يسبب التهاب وتورُّم مَفصِل الركبة.
2- مع هذا الالتهاب تصاب غضاريف مفصل الركبة بالتآكل، الذي يبدأ تدريجيًّا ويزيد مع زيادة تقدم العمر ومع التحميل على المفصل؛ مما يقلِّص المسافة بين غضروفي مفصل الركبة، كما يظهر هذا التآكل في صور الأشعة السينية، وقد يصل هذا التآكل إلى عظام المفصل.
3- مع التهاب الغشاء السينوفي لمفصل الركبة ونقص الدورة الدموية به، يقل إفراز السائل السينوفي داخل المفصل، وهذا السائل هو سائلٌ زيتي يتم إفرازه من غشاء يحيط بالمفصل، بهدف تليين حركة المفصل وتقليل الاحتكاك داخله، ففي خشونة الركبة يقلُّ إفراز هذا السائل؛ مما يزيد من الاحتكاك داخل المفصل وزيادة تآكله.
4- يحدث ارتفاع في ضغط السائل السينوفي داخل الركبة؛ مما يؤدي إلى هروب هذا السائل داخل النخاع العظمي من خلال الثغرات الغضروفية.
5- بعد فترة من الالتهاب يحدث تليف بالغشاء السينوفي وأربطة المفصل، كما يحدث تقلص في العضلات المحيطة بمفصل الركبة مما يزيد الألم، كما يحدث نقص في مادة البروتيوجليكان التي تغذي غضاريف مفصل الركبة.
ثالثًا: أسباب خشونة الركبة:
1- الخشونة الأولية:
وهي عملية تآكل لمفصل الركبة، تحدث مع تقدم السن واستهلاك المفصل، فتتعرَّض غضاريف المفصل للذوبان، كما تتعرَّض الملابس للذوبان مع استعمالها (Wear and tear process).
2- الخشونة الثانوية: وتحدث نتيجة عدة أسباب؛ منها:
• إصابة أربطة المفصل، والتي تقلل من ثبات المفصل وتُعرِّضه لإصابات متكررة.
• إصابة الغضروف الهلالي الداخلي أو الخارجي للمفصل؛ مما يساعد على تآكله.
• إصابات العظم القريبة من مفصل الركبة تساعد على حدوث تآكل غضاريف المفصل.
• حدوث التهاب روماتيزمي في مفصل الركبة؛ مما يعمل على زيادةِ خشونتها.
• قد تكونُ هناك بعضُ الأمراض الأخرى المساعدة على حدوث الخشونة؛ منها: مرض النقرس، ومرض الصدفية، والروماتويد، والذئبة الحمراء.
رابعًا: أعراض خشونة الركبة:
• يحدث ألم بمفصل الركبة أثناء التحميل عليه.
• تحدث تقلُّصات وتشنُّجات عضلية حول مفصل الركبة المصاب.
• يحدث تيبُّس صباحي في مفصل الركبة بعد الاستيقاظ يزول في خلال ساعة.
• قد تحدث بعض التورمات أو الارتشاح المائي بالمفصل المصاب.
• قد يسمع صوت احتكاك داخل مفصل الركبة أثناء تحريكه؛ نتيجة هذا التآكل.
خامسًا: العوامل المساعدة على حدوث خشونة مفصل الركبة:
هناك الكثير من العوامل التي تساعد على زيادة خشونة مفصل الركبة؛ منها:
• السِّمنة وزيادة وزن المريض؛ مما يزيد التحميل على مفصل الركبة.
• الإفراط في التحميل على المفصل؛ كالوقوف أو المشي أو جلوس القرفصاء لفترة طويلة، أو أداء تمارين رياضية بشكل خاطئ أو زائد عن الحد؛ مما يؤدي إلى زيادة تآكل غضروف الركبة نتيجة إجهاده.
• الإفراط في تناول اللحوم والبقول؛ ممَّا يزيد من نسبة حمض البوليك، وهو مما يسبب خشونة الركبة.
• تعرُّض المفصل لتيارات الهواء البارد أو مكيفات الهواء؛ مما يساعد على زيادة التهاب المفصل.
سادسًا: العلاج الدوائي لمرض خشونة الركبة:
• ينبغي أن نعرف أولاً أنه لا يوجد إلى الآن علاجٌ لتجديد الغضروف المتآكل أو يُذهِب خشونة الغضروف، وجميع العقاقير والأدوية التي يصفها طبيب الروماتيزم أو العظام ما هي إلا أدوية مغذِّية للغضاريف، تعمل على تأخير تطور الخشونة، والإبطاء من تآكل غضروف المفصل، أو أدوية مضادة للالتهاب ومسكنة للألم، أو أدوية باسطة للعضلات، مع بعض المراهم التي تعمل على تقليل الألم.
• إذًا فالخشونة ليس لها علاج، والأدوية التي يصفها الطبيب المختص هي فقط تساعد في تقليل الالتهاب والألم، وقد يكون الإنسان مريضًا بالخشونة منذ سنوات ولا يحس بأي ألم بمفاصله؛ وذلك لعدم وجود التهاب بها، فدَوْر الأدوية المعالجة للخشونة في الأساس هو علاج الالتهاب.
وقد اتَّجه الأطباء في السنوات الأخيرة إلى حقن بعض المواد الزيتية داخل مفصل الركبة كبديل عن المادة الزيتية التي تفرزها الركبة لعلاج خشونتها، ولكن ليس صنعُ الإنسان كصنع الله، فقد تنجح فعلاً هذه الطريقة في تقليل الاحتكاك داخل المفصل، ومن ثَمَّ تقليل الألم، ولكن يكون ذلك لفترة لا تتعدَّى عدة أشهر يجب بعدها تكرارُ حقن هذه المادة لتليين المفصل، وقد لا تنجح هذه الطريقة على الإطلاق في بعض الحالات.
سابعًا: العلاج الطبيعي لمرض خشونة الركبة:
اتَّجه العالَم في الفترة الأخيرة إلى وسائل العلاج الطبيعي كبديل عن الأدوية في علاج آلام الركبة، وفعلاً أثبَتَت هذه الوسائل نجاحًا كبيرًا في تقليل التهاب المفصل وعلاج آلام الركبة، كما أن هذه الوسائل ليس لها كثيرٌ من الآثار الجانبية التي تكون مصاحبةً للعلاج الدوائي لأمراض المفاصل، فعلى مريضِ خشونة الركبة اللجوءُ إلى جلسات العلاج الطبيعي في وقتٍ مبكِّر من بداية المرض، ولا ينتظر حتى تتفاقم المشاكل، ويقرِّر طبيب العلاج الطبيعي البرنامج العلاجي للمريض والفترة الزمنية له.
ومن وسائل العلاج الطبيعي المفيدة لمرض خشونة الركبة:
الموجات فوق الصوتية - الموجات القصيرة - أشعة الليزر - شمع البرافين - بالإضافة إلى بعض التمارين الرياضية التي تعمل على تقوية عضلات مفصل الركبة.
ثامنًا: العلاج الجراحي لمرض خشونة الركبة:
إذا تطوَّرت خشونة مفصل الركبة بشكلٍ يصعب معه العلاج الدوائي أو العلاج الطبيعي، فقد يلجأُ جرَّاح العظام إلى بعض جراحات الركبة منها تغيير المفصل بأكمله وتركيب مفصل صناعي، وهي الجراحة الأكثر شيوعًا؛ إذ كانوا من قبل يلجؤون إلى تثبيت مفصل الركبة بشكل كاملٍ عن طريق رقعة عظمية من الحوض، والآن مع التطور العلمي أصبح تثبيتُ المفصل لا يتم إلا في أضيق الحدود، ولكن لا يلجأ إلى تغيير مفصل الركبة إلا بعد محاولات مع العلاج التحفظي (الدوائي والطبيعي)، وإزالة العوامل التي تساعد على زيادة الألم كالسمنة ومرض النقرس، وبالطبع يلجأ المريض بعد هذه الجراحة إلى جلسات العلاج الطبيعي؛ لتقليل الألم والتهاب المفصل بعد الجراحة وتقوية العضلات الضعيفة.
تاسعًا: علاج آلام خشونة الركبة في الطب البديل:
هناك الكثير من وسائل الطب البديل نجحت نجاحًا كبيرًا في علاج ألم خشونة الركبة، وسأذكرها سريعًا على سبيل الإجمال لا التفصيل؛ منها:
• العلاج بالإبر الصينية: فقد أثبتت الإبر الصينية أنها قادرة - بإذن الله - على تقليل آلام الخشونة، والآلام بشكل عام، حتى إن الصينيين إلى الآن قد يستعملونها في علاج الألم، وفي تخدير بعض أجزاء الجسم.
• العلاج بالزيوت العطرية: يوجد في الصيدليات الكثير من المستحضرات التي تتركب من بعض الزيوت العطرية المخفِّفة للآلام، من هذه الزيوت زيت النعناع، وزيت الكافور، وزيت القرنفل، وزيت القرفة، وزيت الزيتون، وغيرها، وتستعمل هذه الزيوت كدهان لمكان الألم، وبالفعل تريح كثيرًا من مرضى الخشونة.
• الحجامة: وهي من وسائل الطب النبوي المعروفة، والحجامة لها عدة فوائدُ في علاج خشونة الركبة والمفاصل عامة، فهي تعمل على تنشيط الدورة الدموية بالمفصل، وتقليل التقلص العضلي حول المفصل المصاب بالخشونة، بالإضافة إلى أنها لها دَوْر كبير في تقليل التهاب المفصل عن طريق استخراج مادة البروستاجلاندين من داخله، وهي مادة تسبب زيادة الالتهاب، كما تعمل الحجامة على تنشيط الغشاء السينوفي الذي يفرز المادة الزيتية داخل المفصل؛ مما يقلل الاحتكاك؛ وبالتالي يقلل الألم.
عاشرًا: تعليمات لمريض خشونة الركبة:
• علاج السمنة وتقليل الوزن من أهم الشروط لعلاج خشونة الركبة، وتقليل الوزن قد يكون كافيًا وحدَه لتقليل ألم مَفصِل الركبة، بل لقد رأيتُ مرضى كثيرين ألغيت لهم جراحات تغيير المفصل بعد تقليل أوزانهم.
• الغذاء المتوازن والذي يحتوي على نسبةٍ قليلة من حمض البوليك، يساعد كثيرًا في علاج التهاب الركبة الناتج عن تآكل غضاريفها.
• الحفاظ على تدفئة المفصل والبعد عن تيارات الهواء، يساعد كثيرًا على تقليل الألم.
• يُنصح مريض خشونة الركبة بعمل كمَّادات ماءٍ دافئ ثلاث مرات يوميًّا، لمدة ربع ساعة في المرة الواحدة، فهذا يعمل على تنشيط الدورة الدموية بالمفصل؛ ومن ثَمَّ علاج الألم.
• يجب على المريض تجنُّب الأوضاع الخاطئة والتي تسبب زيادة آلام الركبة المتآكلة.
• يجب أن يحرصَ مريض خشونة الركبة على ممارسة رياضة خفيفة يوميًّا؛ كالمشي لفترات غير طويلة، وتجنب الرياضات العنيفة.
• تجنب إجهاد المفصل المصاب بالخشونة بالوقوف أو ثَنْي الركبة لفترات طويلة.
وفي الختام أسألُ الله الشفاء لكل مرضى المسلمين، وأن يزيل عنهم آلامهم.