إن الاكتئاب حالة نفسية مرضية تعتري الفرد وتصيبه بالحزن من الداخل، فيشعر أنه لا قيمة له وأن كل ما يقوم به هو دون أدنى فائدة، وفي نقاط يسيرة عبر هذا الموضوع، نقترح له بعض الحلول:
♦ يجب أن تُخاطب ذاتك بصورة إيجابية، وتُحاول إقناعها بالكلمات المناسبة، فهذا ضروري جداً للرفع من المعنويات، والتقليل من أعراض الاكتئاب، فالخطاب الذي تنتقي به الكلمات بعناية، يساهم مساهمة فعالة في تحسين مزاجك، وجعله في مستوى مستقر.
♦ أن تندمج في الحياة الاجتماعية اندماجاً كاملاً، وتُكوّن أصدقاء لك بهم صلة وثيقة، فالعزلة لا تزيد أعراض الاكتئاب إلا تأججاً، فربط العلاقات مع الناس، يُمكّنك من التخلص من نِيْره، فلا تسجن نفسك بين أربع جدران، بل اخرج إلى المجتمع وخالط الناس حتى تَخبرَ معادنهم، فذاك يكسبك خبرة في الحياة، ونضوجاً فكرياً لا يستهان به.
♦ أن تتميز بمستوًى ثقافي معين وأن تكتسب الوعي، فهذا ما سيمدك بطريقة ملائمة لتحليل الأمور، وأخذها بروية ودون تسرع، وعدم الانغماس فيها، فلا تترك نفسك كالكرة التي تقذف من جانب إلى جانب، فإذا أهمك أمر، انتقلت منه إلى أسوأ، وهذا مضر بحالتك النفسية.
♦ أن تستيقظ باكراً، وتقوم بأعمالك، فتسبق الآخرين، وهذا للقضاء على التفكير الزائد والأفكار السلبية، فيكون لك نظام حياتي مضبوط، يجعلك في انتقال دائم من عمل إلى عمل، والحركة الدائمة مُنشّطة لك، وتحييك من الداخل، فكن حركياً ونشيطاً، حتى تبلغ أهدافك.
♦ أن تبتسم وتُشعر الناس بطاقتك الإيجابية، وهذا ما سيجعلهم يلتفون حولك، فهم يحبون من يشجعهم ويقويهم، ويبث فيهم روح التفاؤل والانجاز، واعلم أن الناس لا يصاحبون إلا من كان قوياً ومن يرون فيه فائدتهم، فهذه طبيعة البشر الباحثة عن المنفعة، فكن أنت الذي يجذبهم، وأشعرهم بأن لك أهمية عندهم، ما يمنحك قيمة بالمقابل.
♦ أن لا تجتر الأفكار وتُقلّبها كثيراً في عقلك، انتقل من فكرة إلى فكرة بسلاسة ونَوّع فيها، ستشعر بالراحة، لأن كثرة التفكير مرهقة للعقل والأعصاب، وحتما ينعكس ذلك على الجسد، فأن تبقى تفكر وتفكر، سيزيدك توتراً، وهذا التوتر، ستحصد جراءه الفشل والخمول في جسمك.
♦ أن لا تُطيل التفكير في أمر ستنجزه، لأنك إن فعلت ذلك ستتردد فيه ويُصيبك الشك، فبادر وخذ الأمور بقدر، ولا تُعطّل إرادتك الفعالة، امض وثابر، اعمل على أن تكون منطلقاً، كالنسر الذي يصطاد فريسته، فهو يُصوّب عينيه بدقة، ثم ينقض مباشرة، دون مماطلة.
♦ اشغل وقتك بالقراءة والعمل، فشغلك لوقتك هو شغل لتفكيرك، ومنعه من أن ينجرف إلى أمور غير مناسبة، هو كالحصان الجامح الذي عليك أن تروضه وتراقبه باستمرار، اسع على أن تكون في انشغال بما يعود عليك بالفائدة، وما أسلفته هما مثالان فقط، وأنت الأدرى بما يعجبك وتحتاجه في هذا المقام.
♦ أن تُسافر وتغير الأمكنة بين الفينة والأخرى، وقد ثبت أن السفر يَحثُّ العقل على الإبداع بأفكار جديدة، وبالنسبة لحالتك، فتنقصك هذه الأفكار، حتى تطرد الملل والحزن الكاتمان على صدرك، الفكرة الجديدة دوماً جذابة، فتستيقظ في الصباح وهي بذهنك، فتمضي بكل قوة في يومك، فألبس أيامك التجديد، واختر لكل منها الحلة المناسبة لها.
♦ أن تواجه الناس وتخاطبهم بقلب ثابت، فالاكتئاب مرتبط بالخجل، فشعورك بعدم القدرة على أن تكون متمكنا مرتاحا مع محيطك، يصيبك بالإحباط، ويقودك إلى الاكتئاب، فإن كنت وسط جمع من الناس، استلم الكلمة، وعبر عن أفكارك وآرائك بصراحة، أثبت لهم أن لك وجهة نظر، وأنك تحمل أيضا ما يستحق الاستماع إليه والإنصات بعناية.
الاكتئاب مرتبط بأمراض نفسية أخرى، فالتخلص من أعراض إحداها، كفيل بحل الأخرى، لأن نفس الإنسان في غاية التعقيد، وتحتاج إلى الولوج إليها بيسر، فهذه الحالة التي تصيب النفس، مثبطة، وتجعل الفرد في جو من الفشل، فعليه أن يقاوم ويتحرك بسرعة، فإذا استشرى الاكتئاب في روح الإنسان، لن يقود إلا إلى الاستسلام، ولن يرغب في القيام بأي أمر، ولو كان بسيطاً.