الأوسمة : عدد الرسائل : 17084 العمر : 28 الإقامة : !!! EVERYWHERE الدولة : الجنسية : تاريخ التسجيل : 04/11/2017 السٌّمعَة : 35
موضوع: خطبة اليوم الثاني عشر من رمضان بعنوان..... الإثنين مايو 28, 2018 10:45 pm
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رمضان كريم علينا وعليكم
وكل عام وانت بخير
خطبة اليوم الثاني عشر من رمضان بعنوان.....
(ارتباط الأخلاق بالعقيدة)
عباد الله:
أرأيتُم لو أنَّ أبًا نادَى ابنه، ألا يُلبِّي النداء على عجل؟ ولو طلب منه شيئًا ألا يسرع بالامتثال؟ بلى والله، فحقُّ الأب عظيمٌ، وطاعته واجبةٌ، ومعروفُه لا يُنسى، فما الحال إذًا إذا ناداك يا عبدالله سيِّدك ومولاك وخالقك ورازقك - سبحانه وتعالى - ألا تُبادر بالسمع والطاعة حبًّا وتعظيمًا وإجلالاً وخوفًا ورجاءً؟ فحقُّ الله تعالى أعظم الحقوق، وامتثال أمرِه آكَد الواجبات، وترْك معصيته أكبرُ الفرائض.
إذا علمت هذا أيُّها المسلم وأَيْقنت به، فاسمَعْ قولَ الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ [النساء: 136]، واسمَعْ ما أُمر به النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ? [الأعراف: 158].
والإيمان بالله تعالى شُعَبُهُ كثيرة، ومُقتَضياته عديدة، وحقيقتُه لا تخفَى، فالإيمان بالله تعالى اعتقادٌ بالقلب، ونطقٌ باللسان، وعملٌ بالجوارح، وليس الإيمان بالتحلِّي ولا بالتمنِّي، ولكن ما وقَر في القلب وصدَّقَه العمل، كما قال سلَفُنا الكرام - رحمهم الله.
عبادَ الله، إنَّ من لوازم الإيمان بالله تعالى أنْ يتحلَّى المسلم بالخلُق الحسن، ويُعامل الناس بمكارم الأخلاق، والتحلِّي بحسن الخلُق جزءٌ رئيسٌ من الإيمان بالله تعالى لا ينفكُّ عنه، وكلَّما قوي إيمان العبد كان التزامه بالخلق الحسن أقوى، هكذا يرشدُنا كتاب ربِّنا وسنَّة نبيِّنا - صلَّى الله عليه وسلَّم - فالله تعالى يقولُ: ? لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ? [البقرة: 177].
فانظُر - رعاك الله - كيف أصبَحَ الإحسان إلى القريب واليتيم والمسكين والوفاء بالعهد من خِصال الإيمان، وذكرها الله تعالى قرينة للإيمان به سبحانه وباليوم الآخِر، بل قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((البر حُسن الخلُق))؛ مسلم، ويقول - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((أكملُ المؤمنين إيمانًا أحسنُهم خلقًا وألطَفُهم بأهله))؛ الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.
وأخرج البخاري قولَه - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((والله لا يؤمنُ، والله لا يؤمنُ، والله لا يؤمنُ)) قيل: ومَن يا رسول الله؟ قال: ((الذي لا يأمنُ جارُه بوائقَه))، والبوائق: هي الشرور.
وعنه - صلَّى الله عليه وسلَّم - أنَّه قال: ((ليس المؤمن بالطَّعَّان، ولا اللَّعَّان، ولا الفاحش، ولا البَذِيء))؛ أخرجه الترمذي وقال: هذا حديث حسن غريب.
وفي "صحيح مسلم" عن أنسٍ عن النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - أنَّه قال: ((والذي نفسي بيده لا يؤمنُ عبدٌ حتى يحبَّ لجاره - أو قال: لأخيه - ما يحبُّ لنفسه)).
وأخرج الترمذي عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((المسلمُ مَن سَلِمَ المسلمون من لسانه ويده، والمؤمنُ مَن أمنه الناس على دمائهم وأموالهم)) وقال: حديث حسن صحيح.
وسُئِل النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: أيُّ الإسلام خيرٌ؟ قال: ((تطعمُ الطعامَ، وتقرأُ السلامَ على مَن عرفتَ ومَن لم تعرفْ))؛ أخرجه البخاري.
وعن أبي هريرة عن رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((مَن كان يؤمنُ بالله واليومِ الآخِر فليقُلْ خيرًا أو ليصمُتْ، ومَن كان يؤمنُ بالله واليوم الآخِر فليُكرم جارَه، ومَن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفَه))؛ مسلم.
فانظُر يا عبدالله كيف أصبح التحلِّي بالخلق الكريم من أهمِّ خِصال الإيمان ولوازمه، ونفهم من هذا أنَّ مَن حسنت أخلاقه وطابت فعاله مع الناس، كان أقربَ إلى الإيمان، وأكثر تحقيقًا له ممَّن ساء خلقه وشان طبعه، وفي مقابل ذلك نعلم أنَّ انهيار الأخلاق وضعف التحلِّي بالخلق الكريم مردُّه إلى ضعف الإيمان أو فقدانه؛ يقول - صلَّى الله عليه وسلَّم - تقريرًا لهذه المبادئ الواضحة في صلة الإيمان بالخلُق القويم: ((ثلاث مَن كُنَّ فيه فهو منافقٌ، وإنْ صامَ وصلَّى وحجَّ واعتمر وقال: إنِّي مسلم: إذا حدَّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان))؛ رواه مسلم.
ولا ريب أنَّ النفاق أخطر ما يُناقض الإيمان، نخلصُ من ذلك يا عباد الله إلى أنَّ للإيمان حقيقةً، وكل حقيقة لها علامة، وعلامة الإيمان العمل به وتحقيق أركانه والتِزام لوازمه، ومن لوازم الإيمان بالله تعالى التحلِّي بمكارم الأخلاق والإحسان إلى الخلق، ومَن كان مؤمنًا حقًّا فلتحسن أخلاقه ولتطب فعالُه؛ طاعةً ومحبةً لله تعالى ولرسوله - صلَّى الله عليه وسلَّم.
اللهمَّ اهدِنا لأحسن الأخلاق، لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرِفْ عنَّا سيِّئها، لا يصرف عنَّا سيئها إلا أنت.
الأوسمة : عدد الرسائل : 44467 العمر : 25 الإقامة : ليبيا الدولة : الجنسية : تاريخ التسجيل : 12/09/2016 السٌّمعَة : 73
موضوع: رد: خطبة اليوم الثاني عشر من رمضان بعنوان..... الثلاثاء مايو 29, 2018 1:52 pm
_ _______ - وعليكم السلام اهلا بك أخي رمضان مبارك واعاده الله عليك بالخير وبركه تقبل الله صيامك وقيامك وصالح أعمالك شكرا جزيلا لك على هذا الخطبه الرائعة ننتظرك في أيام القادمة من هذا الشهر الفضيل
رياح وردة الليل شمس المنتدى
الأوسمة :
عدد الرسائل : 15305 العمر : 23 الإقامة : بلد مليون ونصف مليون شهيد الدولة : الجنسية : تاريخ التسجيل : 04/09/2014 السٌّمعَة : 62
موضوع: رد: خطبة اليوم الثاني عشر من رمضان بعنوان..... الثلاثاء مايو 29, 2018 4:42 pm
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اهلا اخي هيسو اسعد الله اوقاتك وتقبل صالح الاعمال
جزاك الله خيرا ع هذه الخطبة المهمة
فعلا كلما كانت الاخلاق اقوى كلما كانت قوة العقيدة اكبر
بارك الله فيك
تحياتي
emily star شمس المنتدى
الأوسمة : عدد الرسائل : 13124 العمر : 19 الإقامة : :) الدولة : الجنسية : تاريخ التسجيل : 28/07/2016 السٌّمعَة : 48
موضوع: رد: خطبة اليوم الثاني عشر من رمضان بعنوان..... الأربعاء مايو 30, 2018 5:48 pm