أحمده سبحانه أبان الطريق وأوضح المحجة، وأشهد أن لا اله إلاَ الله وحده لا شريك له، أعزنا بالإسلام، ومهما ابتغينا العزة بغيره أذلَّنا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وخاتمَ أنبيائه القائل: " بُعثت بين يدي الساعة، وجعل رزقي تحت ظلِّ رمحي، وجُعلت الذلة والصغار على من خالف أمري) صلى الله عليه.
أمَا بعد: فاتقوا الله - أيها المسلمون - واستمسكوا بدينكم وتحاكموا إليه واحذروا أعداءه واتقوا الله الذي أنتم به مؤمنون.
عباد الله: قضية المسلمين الأولى في هذا العصر، قضية فلسطين، والقدس رمز القضية الفلسطينية، والأقصى رمز مدينة القدس.
أرض فلسطين الأرض التي بارك الله فيها؛ ووصفها بالقداسة؛ موطن الأنبياء ومهد الرسالات. المسجد الأقصى ثاني مسجد وضع في الأرض، وقبلة المسلمين الأولى، وثالث المساجد التي لا تشد الرحال بقصد الصلاة إلا إليها، والصلاة فيه تعدل خمسمائة صلاة فيما سواه، إلا المسجدَ الحرامَ والمسجدَ النبوي، وقد أُسري برسول الله إليه، ثم عرج به إلى السماوات العلى، وصلى فيه إماما بالأنبياء جميعاً.
أيها المؤمنون: من جرائم اليهود في حق الشعب الفلسطيني الأعزل: أنه عانى الويلات منذ ستين سنة على أيدي اليهود وأعوانهم، من قتل وتعذيب وسجن وترويع وهدم للمساكن ومصادرة لها، ولم يشهد التاريخُ كلُّه تهجيراً جماعياً كما وقع على إخوتنا في فلسطين، ومطاردةَ المجاهدين منهم حتى خارج أرضهم.
وتتعرض القدس منذ أن أحتلها اليهود عام سبع وستين إلى مكايد ومؤامرات يراد منها تهويدُ القدس، أي: إزالةُ الوجود العربي والإسلامي منها، وجعلُها خاصة لليهود، ويراد منها - أيضا - هدمُ المسجد الأقصى، وبناءُ المعبد اليهودي مكانه، وقد بدأت سلسلة تهويدِ القدس مع أول يوم لاحتلالها. ونحن نرى اليوم آلاف الوحدات الاستيطانية؛ ليكثر عدد اليهود في القدس، يتوافق ذلك مع التضييق على إخواننا أبناء القدس في منازلهم ودورهم، ولا تسمح السلطات الإسرائيلية بالدخول للمدينة إلا ببطاقة إسرائيلية، أو تصريح مؤقت. وبهذا المخطط يتم تهويد مدينة القدس التي طالما قالوا مرارا وتكرارا أنها العاصمة الأبدية لإسرائيل ولن يتنازلوا عنها مطلقاً.
ويصاحب مسلسلَ تهويدِ مدينةِ القدس مسلسلٌ آخر هو: السعيُ في هدم المسجد الأقصى، وإقامةُ المعبد اليهودي على أنقاضه. بسلسلة من المحاولات بالحرق والمتفجرات والأنفاق، وتأتي الحفرياتُ والأنفاق القريبة من المسجد لخلخلة البناء، ينفذونها دون أيّ ضجة إعلامية - تارة يقولون: إنها لإصلاح شبكات المياه، وتارة يقولون: إنها بحث عن هيكل سليمان، تلكم الأكذوبة والأسطورة، ويقصدون بهيكل سليمان مباني وبقايا جدران يزعمون أنه القصرُ الذي بناه نبي الله سليمان عليه السلام -ومن العجيب أنهم ينكرون نبوته-، فهم يزعمون أن المسلمين بنوا المسجد الأقصى على أنقاضه، وهذا من أكاذيبهم ﴿وَذَلِكَ إِفْكُهُمْ وَمَا كَانُوا يَفْتَرُونَ ﴾ [الاحقاف: 28].
ومن آخر جرائمهم في تزوير التاريخ، وفي حق المسجد الأقصى، وحق المدينة المقدسة، وفي حق المسلمين جميعا؛ بناء معبد يهودي أسموه (الخراب)، وهو فعلا خراب على اسمه، خراب للقيم، وخراب للمتعبدات والمقدسات، على بعد أمتار من المسجد الأقصى، والذي استغرق بناؤه عدة سنين، ورصدت له ميزانيةٌ بقيمة اثني عشر مليون دولار، ليكون أضخم وأكبر كنيس يهودي في العالم، وبقبة تعلو قبة الأقصى!!
مما تقدم، ومن الواقع المشاهد - أيها الأخوة - نعرف أن اليهود لا يقبلون أن يتخلوا عن مدينة القدس التي فيها المسجد الأقصى، وهم مصرون أن تكون عاصمة لهم، وهم يخططون لهدم المسجد الأقصى قبلةَ الأنبياء، ومهبطَ الرسالات، ومسرى المصطفى الحبيب صلى الله عليه وسلم.
وبعد: -أيها المسلمون- فيجب علينا أن نعرف عدة أمور: يجب أن نعرف أن اليهود هم أعدى أعداء الإسلام، وعداوتهم لنا تاريخية قديمة، والشواهد على ذلك كثيرة، ولا أعظم شهادة من الله إذ يقول: ﴿ لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ﴾[المائدة:82]، ويصفهم الله بوصف بالمفسدين؛ فيقول: ﴿ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَاداً وَاللَّهُ لا يُحِبُّ المفسدين ﴾ [المائدة: 64]، أي: يجتهدون في نشر الفساد بكل أنواعه، ومن ذلك السعي في تفكيك المجتمعات وإبعادها عن دينها، ومن نشر الفوضى والإضرابات والصراعات.
ومن طبائع اليهود - قاتلهم الله - نقض العهود والمواثيق مع الأنبياء فكيف مع غيرهم، يقول الله تعالى: ﴿ أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْداً نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يُؤْمِنُونَ ﴾ [البقرة:100].
وقد جاءت تصريحات زعمائهم متفقةً مع عقائدهم المحرفة، يقول أحدهم: " إن سيادةَ دولةِ إسرائيل مع كل أجزاء القدس، ومن بينها الحرم، واقع قائم لا رجعة فيه "، وقال آخر: " إن على الجميع عدم المضي في التوهم بأن عَلَماً آخر غير العَلَمِ الإسرائيلي، قد يرفع فوق حرم القدس الشريف ". وقالت أخرى: " أنني أتمنى أن أصحو ذات يوم، ولا أجد طفلاً فلسطينياً على وجه الأرض ".
اللهم رد كيدهم في نحورهم، أقول ما سمعتم وأستغفر الله..
رياح وردة الليل شمس المنتدى
الأوسمة :
عدد الرسائل : 15305 العمر : 23 الإقامة : بلد مليون ونصف مليون شهيد الدولة : الجنسية : تاريخ التسجيل : 04/09/2014 السٌّمعَة : 62
موضوع: رد: خطبة اليوم الرابع عشر من رمضان بعنوان..... الأربعاء مايو 30, 2018 7:17 pm
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اهلا اخي هيسو اسعد الله اوقاتك وتقبل صالح الاعمال
جزاك الله خيرا هيسو ع مبادرتك الطيبة
اللهم اجعل كيدهم في نحورهم وزلزل الارض من تحتهم
بارك الله فيك
تحياتي
emily star شمس المنتدى
الأوسمة : عدد الرسائل : 13124 العمر : 19 الإقامة : :) الدولة : الجنسية : تاريخ التسجيل : 28/07/2016 السٌّمعَة : 48
موضوع: رد: خطبة اليوم الرابع عشر من رمضان بعنوان..... السبت يونيو 02, 2018 5:47 pm
السلام عليكم ورحمة الله
رمضان مبارك
تقبل الله صيامك وقيامك
اللهم رد كيدهم في نحورهم
شكرا لك على العمل القيم لهذا الشهر
سلمت يداك وبارك الله فيك
ننتظر جديدك
تحياتي
دراج الشبح مشرف منتدى الكمبيوتر والانترنت
الأوسمة : عدد الرسائل : 44467 العمر : 25 الإقامة : ليبيا الدولة : الجنسية : تاريخ التسجيل : 12/09/2016 السٌّمعَة : 73
موضوع: رد: خطبة اليوم الرابع عشر من رمضان بعنوان..... الأحد يونيو 10, 2018 4:12 pm
_ _______ - وعليكم السلام اهلا بك أخي رمضان مبارك واعاده الله عليك بالخير وبركه تقبل الله صيامك وقيامك وصالح أعمالك شكرا جزيلا لك على هذه الخطبه الرائعة ننتظرك في أيام القادمة من أيام هذا الشهر الفضيل
روح الصداقة مراقبة قسم الانمي
الأوسمة :
عدد الرسائل : 59752 العمر : 29 الإقامة : ·♥ في وطني المجروح ♥· الدولة : الجنسية : تاريخ التسجيل : 19/07/2013 السٌّمعَة : 224
موضوع: رد: خطبة اليوم الرابع عشر من رمضان بعنوان..... الثلاثاء يوليو 03, 2018 7:50 pm
جزاك الله خير الجزاء عالمحاضرة القيمة ربي يباركك ويجعلها بموازين حسناتك
batman. صديق متميز
الأوسمة : عدد الرسائل : 599 العمر : 24 الإقامة : هنا الدولة : الجنسية : تاريخ التسجيل : 12/06/2020 السٌّمعَة : 2
موضوع: رد: خطبة اليوم الرابع عشر من رمضان بعنوان..... الثلاثاء يونيو 15, 2021 8:36 pm