قال الله تعالى: ﴿ وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ * وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ [المنافقون: 10، 11].
من فوائد الآيات:
1- الحثُّ والمسارعة إلى الإنفاق قبل الموت.
2- فضل النفقة والصدقة ابتغاءَ وجه الله.
3- الإنسان ما دام حيًّا يستطيع التصرُّف في ماله، وإذا مات انقطع الانتفاعُ بماله، إلَّا إذا أوصى بشيء، أو أوقَفه، ونفَّذ الورثةُ ذلك؛ إذ قد يكون الورثة عصاةً، فلا يُنفِّذون شيئًا مما وصَّاهم به الميِّتُ.
4- الرزَّاق والرازق هو الله، والمال مال الله.
5- الرزَّاق اسم من أسماء الله.
6- الله لم يأمُرْ بإنفاق المال كلِّه؛ إنما أمر سبحانه بإنفاق جزءٍ من المال.
7- قد يكون الأمر هنا بالإنفاق الواجب، وهو الزكاة؛ إذْ هي واجبة في المال إذا بلغ نِصابًا، وحال عليه الحَوْلُ، بالشروط التي ذكرَها العلماء في الزكاة.
8- التحذير من الوصول إلى النهاية التي ليس بعدها رجعةٌ، وليس فيها تحقيقُ أُمنية، ولا عملُ أيِّ شيءٍ.
9- يريد الرجوع للدنيا لأمرين اثنين: لكي يتصدَّق، وليكون من الصالحين، وهَيْهات أن يُحقِّق له ذلك.
10- يأتي يومٌ يُحال بين الإنسان وبين أُمنيته.
11- الأجل هو: الوقت الذي تُقبَض فيه رُوح الإنسان، وينتقل من عالم الأحياء إلى عالم الأموات، وعالم البرزخ حياة غيبيَّة لا نعلَمها.
12- ختم الله الآية بأنه سبحانه ﴿ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾، فيه إشارة ضمنيَّة إلى أمر الجزاء يوم القيامة، ولأنَّ التذكير بأنَّ الله خبيرٌ بما يعمَل الناسُ في مثل هذا المقام، يُشعِر بأنه سبحانه سيُجازيهم على أعمالهم، ولن يَخفى عليه شيءٌ من أمورهم ، فهو مُطَّلِع عليها كُلِّها.
13- من أسماء الله الخبير، وهو صيغة مبالغة مشتقَّة من الخبرة؛ أي: العلم بحقائق الأشياء، والخبير هو الذي لا يخفى عليه شيءٌ في الأرض ولا في السماء، ولا تتحرَّك حركةٌ إلا يعلم مُستقرَّها ومستودعَها، وهو العالم بكُنْه الشيء، المطَّلِع على حقيقته، والفرق بين العلم والخُبْر: أنَّ الخُبْر هو العلم بكُنْه المعلومات على حقائقها، ففيه معنًى زائدٌ على العلم.
14- قوله: ﴿ فَأَصَّدَّق ﴾، سُمِّيت النفقة صدقةً؛ لأنَّها تدلُّ على إخلاص صاحبها، وصِدْقِه في نفقته.
15- قوله: ﴿ وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا ﴾ [المنافقون: 11]، تدلُّ على استحالة ذلك، وعدم وقوعه، ليس في حقِّ الله؛ إنما في حقِّ العَبْد.