قال الإمام ابن جرير الطبري رحمه الله تعالى: "الحدائق: جمع حديقة، وهي البساتين من النخل والأعناب والأشجار المُحَوَّط عليها الحيطان المحدقة بها، لإحداق الحيطان بها تسمى الحديقة حديقة، فإن لم تكن الحيطان بها محدقة، لم يَقُل لها حديقة، وإحداقها بها: اشتمالها عليها".
لقد أعد الله للمتقين من عباده والصالحين منهم حدائق في الجنة يتمتعون أهلها منها كما يشتهون غير مقطوعة ولا ممنوعة، وفيها أنواع من النِّعم التي أخفى الله لعباده، ويكون ذلك مفازًا للمتقين؛ كما قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا * حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا ﴾.
وفي هذه الحدائق أشجار تحير العقول منها، ويسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها؛ كما جاء في الحديث عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رضي الله تعالى عنهما، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: ((إِنَّ فِي الجَنَّةِ لَشَجَرَةً، يَسِيرُ الرَّاكِبُ فِي ظِلِّهَا مِائَةَ عَامٍ لا يَقْطَعُهَا)).
وفي رواية أخرى عن أَبي سَعِيدٍ رضي الله تعالى عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال: ((إِنَّ فِي الجَنَّةِ لَشَجَرَةً، يَسِيرُ الرَّاكِبُ الجَوَادَ المُضَمَّرَ السَّرِيعَ مِائَةَ عَامٍ مَا يَقْطَعُهَا)).