بعض الأزواج يستكبرون عن مساعدة زوجاتهم في أمور البيت، ويزداد الأمر غرابة إذا كانت الزوجة متعبة أو مريضة، فسبحان الله!
أين احتساب المسلم عندما يكون في عون أخيه المسلم؟ فما بالنا لو كان لزوجته؟ أين احتساب الأجر في تفريج الكربات عن الناس؟ فما بالنا لو كان للزوجة؟
أين احتساب الأجر في فعل الصدقات لكل مسلم؟ فما بالنا لو كان للزوجة؟
وفي قصة أم سليم نموذج رائع يبرز لنا هذا الخلق الكريم لأبي طلحة مع زوجته؛ ليتخذه كل زوج قدوة له مع زوجته.
وهذا يتضح لنا مما فعله أبو طلحة رضي الله عنه لما بقي مع زوجه أم سليم ليرعاها حين قرب وقت وضعها مع أنه كان حريصاً على صحبة النبي صلى الله عليه وسلم في سفره وإقامته.
ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم المثل والقدوة مع أهله في بيته، فقد سئلت عائشة رضي الله عنها: ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته؟ فقالت: كان يكون في مهنة أهله -تعني: خدمة أهله- فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة.
لا بد أن يعلم الزوج أنه بمساعدته لزوجته في شؤون البيت، فإن ذلك لن يقلل من قدره شيئًا ولا من كرامته ولا من قوامته داخل البيت -كما يظن البعض- بل العكس، يزيده ذلك احتراماً وتقديراً وحبًّا من جانب زوجته.
وما يضير الرجل إذا عاون زوجته في البيت، أليست الحياة الزوجية مشاركة بين الرجل والمرأة؟
وهل أحدنا أفضل من النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان في مهنة أهله يساعدهم يقوم على أمرهم؟! وإذا كنا نحث الرجل على معاونة زوجته داخل البيت، فإن ذلك لا بد أن يكون في إطار من الحب والمودة وسعة وقت الرجل، وإلا من كان مشغولاً أو متعباً ونحو ذلك، فأنى له مشاركة زوجته في شيء إلا بالابتسامة الحانية والكلمة الطيبة؟