لعلَّك يا ابْنَ الكِرامِ سمعتَ بقصَّةِ مَن صنَعوا المُعجِزاتْ!
ومَن رسَموا صورًا للنَّجاحِ ومَن كسَروا الخوْفَ والمُحبِطاتْ
ومَن فلَقوا الأرضَ كدًّا وجِدًّا ومَن بلَغوا قِممًا شاهِقاتْ
ومَن فَرِحوا بالنَّجاحِ مِرارًا ومَن حصَدُوا خالصَ الأُمْنِيَاتْ
ومَن صمَّموا طُرقًا للخلودِ ومَن أصبَحوا قصصًا خالِداتْ
ومَن وُفِّقوا في رؤاهم جميعًا ومَن أصبَحوا اليومَ خيرَ العِظاتْ
♦ ♦ ♦ ♦
لعلَّكَ يا بْنَ الكِرام دَرَيْتَ بأنهمُ بذَلوا الغالياتْ
وأنهمُ تَعِبوا في سُراهُمْ وأنهمُ قدَّموا التَّضْحياتْ
وأنهمُ عملوا في نشاطٍ وأنهمُ داوَموا في ثباتْ
وأنهمُ بارَزوا بتحدٍّ وأنهمُ ذلَّلوا العقباتْ
وأنهمُ هجَروا العاجزينَ وأنهمُ طلَّقوا المُلْهياتْ
وأنهمُ ما توانَوْا كقومٍ كُسالى، ولا خلَدوا للسُّباتْ
وما وهَنوا مُطلَقًا مِن عَياءٍ ولا خوَّفتْهم ذُرى المُعضلاتْ
♦ ♦ ♦ ♦
لعلَّك يا بنَ الكِرام عجبتَ لما بلَغوه مِن الدرجاتْ
لعلك كنت طرِبتَ كثيرًا وكنتَ تمنَّيتَ تلك الصفاتْ
ولكنْ أتتْكَ الوساوسُ تَتْرى تُعكِّر صفْوَ المُنى الطيِّباتْ
لعلَّكَ قلتَ: وما ترَكوا لي وقد سبقوني لهذي الحياةْ؟
♦ ♦ ♦ ♦
لقد قال مَن خَبَروا مُعلنينَ وقال الرُّواةُ وقال الثِّقاتْ:
لكلِّ زمانٍ عباقرةٌ سابِقونَ، لكلِّ زمانٍ هداةْ