بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة السلام علي رسول الله نبينا محمد وعلي اله وصحبه .
من كلام الدكتور محمد النا بلسي.
يقول الله تعالي في محكم كتابه
﴿ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ ﴾
وفي الحديث سَمِعْتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ يُحَدِّثُ, قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ الأحْزَابِ, وَخَنْدَقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, رَأَيْتُهُ يَنْقُلُ مِنْ تُرَابِ الْخَنْدَقِ, حَتَّى وَارَى عَنِّي الْغُبَارُ جِلْدَةَ بَطْنِهِ, وَكَانَ كَثِيرَ الشَّعَرِ, فَسَمِعْتُهُ يَرْتَجِزُ بِكَلِمَاتِ ابْنِ رَوَاحَةَ, وَهُوَ يَنْقُلُ مِنَ التُّرَابِ يَقُولُ: اللَّهُمَّ لَوْلا أَنْتَ مَا اهْتَدَيْنَا وَلا تَصَدَّقْنَا وَلا صَلَّيْنَا, فَأَنْزِلَنْ سَكِينَةً عَلَيْنَا, وَثَبِّتِ الأقْدَامَ إِنْ لاقَيْنَا, إِنَّ الألَى قَدْ بَغَوْا عَلَيْنَا, وَإِنْ أَرَادُوا فِتْنَةً أَبَيْنَا, قَالَ: ثُمَّ يَمُدُّ صَوْتَهُ بِآخِرِهَا.
أخرجه مسلم في الصحيح, والترمذي والنسائي في سننهما
السكينة في بعض معانيها : نورٌ يقذفه الله في القلب , ترى به الحقَ حقاً والباطلَ باطلاً .
صاحب السكينة لا ينخدع ، صاحبُ السكينة لا يغتر بظواهر الأشياء عن حقائقها ، صاحب السكينة لا يرى رؤيةً مشوشةً ولا ضبابيةً , بل يرى رؤيةً صحيحةً ودقيقةً .
أصلُ السكينة : الطمأنينة والوقار .
فلان في سكينة قلبه مطمئن ، من الداخل طمأنينة من الخارج وقار .
فالسكينة في أدقِّ تعاريفها : طمأنينةٌ في القلب , وسكونٌ في الجوارح .
من الداخل ومن الخارج ، هناك أشخاص يتقنون التمثيل ، يكون قلبهم في جناحِ طائر , ومع ذلك يضبطون أعصابهم الخارجية ، ولكنَّ السكينة في حقيقتها ؛ سكونٌ داخلي وسكون خارجي .
راحةٌ قلبية وهدوءٌ في الأعضاء والأعصاب .
يقظة النفس ، لا غفلة ، لا بُعد ، لا انغماس بالشهوات ، في صحوة ، في محاسبة دقيقة ، في شعور بالرِضا ، والقوة توجب له الصِدقَ , وصحة المعرفة , ويقهر بهذه القوة داعي الغيّ .
اسأل واحد مؤمن, مؤمن حديثاً, تجد في قلبه سعادة عجيبة، يكاد يقول لكَ: ليسَ في الأرض من هو أسعدُ مني، ما السر؟ السِر لمّا تاب توبة نصوح, أنزلَ الله على قلبه السكينة .
والله اعلم
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يُنزلَ على قلوبنا السكينة فهيَّ من ثمرات الإيمان .
سبحانك اللهم بحمدك اشهد ان لا اله لا انت استغفرك واتوب اليك .