| من الناحية العلمية هل هناك حكمة من جعل شهادة امرأتين تعدل شهادة رجل؟ ماذا كشف العلم الحديث؟ وهل الإسلام كرم المرأة أم انتقص من شأنها كما يدعي الملحدون؟... |
حسب دراسة منشورة على موقع The North American Menopause Society (NAMS) فإن ذاكرة المراة ليست ثابتة خلال العمر [1].. فهي تنخفض بعد سن اليأس بشكل مفاجئ.. ولكن المرأة في منتصف العمر لها ذاكرة أفضل من الرجل ولكن بشكل يختلف عن الرجل.
وفي دراسة أخرى نشرت في مجلة JNeurosci تبين أن المرأة تتذكر الأشياء بطريقة تختلف عن الرجل. وتكون ذاكرتها العاطفية أكبر من الرجل.. أي تتأثر عاطفياً وبشكل كبير أثناء تذكر الحدث، فذاكرة المرأة أثناء الشهادة تعتمد على نوع التذكر [2].
إذاً شهادة المرأة في مسألة ما تخضع لعاطفتها تجاه تلك الحادثة وتتأثر بها.. وبعد سن اليأس تتشوش الذاكرة .. كل هذا يؤكد أن وجود امرأة أخرى أثناء الشهادة سيكون له أثر جيد على "جودة" الشهادة ودقة المعلومات التي ستقدمها.. لأن المرأة الثانية غالباً لن يكون لديها نفس المؤثرات العاطفية تجاه نفس الحدث.. وهذا يمكن للقاضي أن يجري تقاطعات بين شهادة المرأة الأولى وشهادة المرأة الثانية ليصل إلى الحقيقة.
جامعة بنسلفانيا [3] قامت بدراسة كبرى على 949 دماغ رجل وامرأة.. ووجد الباحثون أن المرأة أفضل من الرجل في التفكير بمهام متعددة لأنها تستخدم كلا الجزأين من الدماغ.. أما القضايا التي تحتاج إلى تركيز على قضية واحدة فإن الرجل يتفوق على المرأة لأنه يستخدم جزءًا واحداً من الدماغ!
العلماء في كلية الطب بجامعة بنسلفانيا كانوا مندهشين من نتائج هذه الدراسة ويقول الدكتور Ruben Gur : إن النتائج كانت صادمة عندما رأينا هذه الاختلافات المدهشة بين دماغ الذكر والأنثى، ولكنهما متكاملين! ولكن الشيء المهم أن النساء لديهن قدرة أعلى من الرجال على المهام الاجتماعية.. بينما الرجل يتميز بقدرته الفائقة على الأعمال التي تتطلب تركيزاً محدداً مثل القيادة والتحكم.
وهكذا أخي المؤمن!
نجد أن العلماء متفقون على أن الذكر ليس كالأنثى.. وقضية الشهادة هي قضية خطيرة تتعلق بمصير البشر ويمكن أن تؤدي الشهادة الخاطئة إلى إضرار بمصالح الناس.. وبما أن المرأة تستخدم عاطفتها أثناء التذكر، وبما أن المرأة تعاني من مشاكل في الذاكرة بعد سن اليأس مباشرة، وبما أن المرأة تستخدم نصفي دماغها في التذكر مما يعني قدرة أقل على التركيز.. من أجل كل هذا خفف الله عن المرأة أعباء الشهادة وأكرمها أن سمح لها بأن تستأنس بامرأة أخرى لإتمام الشهادة.. ولكي لا يتسلط الرجال عليها جعل هذا الأمر إجبارياً.. أي لا تقبل شهادة امرأة واحدة إلا في حالات خاصة مثل شهادة الزوجة على زوجها وحالات تتعلق بالعفة والشرف...
فهل نقول بعد هذه الحقائق إن الإسلام اهان المرأة وانتقص من شأنها؟
لنسأل أي رجل يدعى للشهادة أمام المحكمة.. سيقول لك أتمنى لو أستأنس برجل آخر معي ليخفف عني أعباء الشهادة.. فكيف بالمرأة التي هي أضعف من الرجل وأكثر عاطفية منه..
ومن هنا ندرك عظمة قول الحق تبارك وتعالى: (فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَ امْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى) [البقرة: 282].
الأعلى: الوصلات في دماغ الرجل حيث تمتد الوصلات من الأمام للخلف على طول الدماغ من دون أن يشارك نصفا الدماغ معاً بل الوصلات تمتد على طول الدماغ.
الأسفل: الوصلات في دماغ المرأة أعقد وتشترك فيها أجزاء أكثر من نصفي الدماغ لاحظ كيف تمتد الوصلات يميناً ويساراً بين نصفي الدماغ.
المادة البيضاء White Matter والمادة السنجابية Gray Matter تتوزعان بطريقة مختلفة تماماً في دماغ الذكر ودماغ الأنثى.. كأنهما متكاملان .. وهنا يحضرني قوله تعالى: (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا) [الأعراف: 189].
حسب دراسة جامعة بنسلفانيا فإن الاختلاف شديد الوضوح بين طريقة عمل كل من دماغ الرجل (الأزرق) حيث نلاحظ وكأن كل نصف من نصفي الدماغ يعمل على حده.. أما دماغ المرأة (الأحمر) والذي يربط نصفي الدماغ فمن الواضح أن نصفي الدماغ يعملان بالتنسيق معاً.
هذه النتيجة تؤكد أن الرجل لديه قدرة أكبر على التركيز في مسألة محددة، وموضوع الشهادة يتطلب قدرة على التركيز في قضية محددة.. بينما تبرع النساء في المهمات الاجتماعية المتعددة والذاكرة العامة واختراع الحلول المناسبة.
وهكذا يتبين لنا أن الله تعالى عندما جعل شهادة امرأتين تعدل شهادة رجل.. إنما تكريماً وحرصاً على المرأة.. فالحمد لله رب العالمين..
ــــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل