كسور العظام
تعد كسور العظام من الحالات الطبية الشائعة التي تنتشر بين الفئات العمرية المختلفة، تعرف كسور العظام على أنها تقطّع في استمرارية العظم بسبب ضرر ألحق بالعظم كالصدمات أو قوة شديدة تؤثر على العظم، يوجد أنواع متعددة من كسور العظام كالكسر المغلق وهو الكسر المعقد، والكسر المفتوح وهو الكسر البسيط، تسبب كسور العظام أعراضًا عديدةً كالألم في المنطقة المصابة، وحدوث تورم وغير ذلك من الأعراض العديدة، لا بد من اتخاذ الإسعافات الأولية المناسبة في حالة كسور العظام إلى حين وصول المساعدة الطبية اللازمة، حيث سيقوم الطبيب المختص بفحص المنطقة التي تعرضت للكسر ولأن الفرق بين الجبيرة والجبس كبير، سيحدد الطبيب وقت استخدام كلًا منهما.
الجبيرة والجبس
إن الفرق بين الجبيرة والجبس هائل حيث يتم وضع الجبيرة لتثبيت مكان الكسر، فيخفف ذلك من حركة العظام المكسورة ويوفر دعامة لها، تستخدم الجبيرة بصورة أساسية لثبيت الكسور في الحالات غير الطارئة حتى يحين تقييمها من قبل اختصاصيٍّ كجراح عظام، كما تستخدم الجبيرة بصورة مؤقتة لمنع حركة الأطراف قبل الجراحة كما في حالة الكسور المفتوحة، لا تلتف الجبيرة بالكامل حول المنطقة المصابة مثل الجبس وعادة يتم وضع الجبيرة في قسم الطوارئ، كل المرضى الّذين يضعون الجبائر يتم إحالتهم إلى استشاري لتقييمهم بالوقت المناسب عادة ضمن يومين إلى سبعة أيام.
إن الفرق بين الجبيرة والجبس مهمًا وواضحًا إذا كانت حالة الكسر معقدة وخطيرة، فلا يمكن استخدام الجبيرة في هذه الحالة لأنها لن تجدي نفعًا فيتم استخدام الجبس بدلاً من ذلك، يلتف الجبس حول المنطقة المصابة بصورة كاملة ويتم صنعه من مادة الجبس أو الألياف الزجاجية حيث يوضع فوق قطن أو مادة خفيفة، تكون مادة الجبس حين وضعها مادة رطبة ومرنة يمكن التحكم بها، يساعد هذا في وضع المادة بطريقة سهلة حيث يمكن وضعها لتتناسب مع شكل المنطقة المصابة، عندما يجف الجبس يصبح قاسيًا وصلبًا فلا يمكن حينئذ من تغيير شكل الجبس وموقعه فيثبت في مكانه.
أعراض الكسر
يوجد أعراض عديدة يمكن ملاحظتها عند حدوث كسر في العظام، إذ إن إحداث ضرر في الأعصاب والأوعية الدموية في منطقة الكسر وفي النسيج المجاور لمنطقة الكسر هو السبب الرئيس في حدوث الألم والانتفاخ، وفيما يأتي عدد من أعراض الكسر التي تُمكّن من التأكد من حدوث الكسر في مكان محدد:
يتسبب الكسر بحدوث ألم في المنطقة التي تعرضت للكسر، ذلك لأن الطبقة التي تغطي العظم غنية بالنهايات العصبية.
يتسبب الكسر بتشنج العضلات المحيطة بمنطقة الكسر وذلك لمنع العظم المكسور من الحركة وهذا التشنج سيفاقم الألم.
إن العظم غني بالأوعية الدموية فعند حدوث كسر سيتسبب ذلك في حدوث نزيف وهذا بدوره يُحدث انتفاخ في المنطقة المصابة، كما أن تسرب الدم إلى الأنسجة المحيطة سيتسبب أيضًا في حدوث ألم وتغير في لون المنطقة المصابة إلى اللون الأحمر الداكن أو البنفسجي فتظهر ككدمة مكان الكسر.
لا يُحدث الكسر ضررًا في العضلات والأوتار فيستطيع الشخص المصاب تحريك مكان الكسر لذلك إمكانية تحريك المنطقة المصابة ليست دليلًا على سلامة المنطقة من الكسر.
إذا حدث ضرر في شريان قريب من منطقة الكسر ستظهر المنطقة المصابة بصورة شاحبة وتكون باردة، أما إذا حدث ضرر في عصب ما فسيحدث خدران بعيدًا عن المنطقة المصابة.
إذا كان الكسر في اليد أو الرجل فإن الطرف المكسور سيبدو منحنيََا بزاوية غير طبيعية أو مشوهًا، إذا كان نوع الكسر مركبًا فسيبرز جزء من العظم إلى الخارج، أما إذا كان عظم الساق هو المكسور ستظهر صعوبة في المشي.
تشخيص كسور العظام
يستطيع الطبيب تحديد مكان الكسر عن طريق فحص المنطقة المصابة وعمل أشعة سينية لتلك المنطقة، لكن عادة هذه الأشعة لا تستطيع إظهار وجود الكسر من عدمه كما في كسور الرسغ أو كسور الحوض عند كبار السن، في هذه الحالة الطبيب بحاجة إلى إجراء فحوصات أخرى مثل: الأشعة المقطعية أو أشعة الرنين المغناطيسي، أيضًا في بعض حالات الكسور مثل كسور الرسغ عند إجراء الأشعة السينية في البداية فإن الطبيب يقوم بوضع جبيرة لمنع المنطقة من الحركة وبعد ذلك يجري أشعة سينية مرة أخرى بعد 10-14 يوم حيث أن الالتئام الجزئي يساعد في جعل الكسر واضحًا، يتم إجراء اختبارات أخرى بعد التشخيص مثل الأشعة المقطعية، وأشعة الرنين المغناطيسي، والأشعة السينية الخاصة بالأوعية الدموية وذلك لتحديد فيما إذا كانت الأنسجة المحيطة بالعظم قد تم تدميرها، في حالة كسور الجمجمة لا يقوم الطبيب بعمل أشعة سينية وإنما أشعة مقطعية والتي ستحدد وجود كسر أو وجود أي جرح آخر أو جروح ثانوية داخل الجمجمة مثل النزيف حول الدماغ.
علاج كسور العظام
على الرغم من أن الوقت الذي يحتاجه العظم المكسور للشفاء يعتمد على صحة المريض وعمره بالإضافة إلى اعتماده على مدى خطورة الكسر إلّا أنه عادة ما يستغرق عدة أشهر أو أسابيع للشفاء وقد أقرّت بذلك الأكاديمية الأمريكية لجراحي العظام، إن الشفاء من كسور العظم يمكن أن يكون مستهلكًا للوقت ويتسبب في الإحباط من عملية الشفاء، لكن التغذية الجيدة والراحة والعلاج الطبي واتخاذ العادات المناسبة في نمط الحياة كل ذلك يسهم في تسريع عملية الشفاء، عند مواجهة شخص تعرض لحالة كسر في العظم يجب اتخاذ الإسعافات الأولية الملائمة التي تتمثل فيما يأتي:
تبريد الجرح ورفع المنطقة المصابة للحد من إمكانية حدوث انتفاخ.
تنظيف الجرح بلطف بالماء والصابون لمنع البكتيريا من دخول الجرح وتلوثه.
تغطية المنطقة المصابة بضمادة.
إذا كان الكسر في الساق أو اليد فإن وضع الجبيرة يمنع المنطقة المصابة من الحركة ويحافظ على استقرار العظم في مكانه، يمكن استخدام جريدة أو مجلة ملفوفة كجبيرة
إذا كان الكسر في المنطقة العليا من الساق أو في الحوض يجب البقاء في نفس المكان لحين وصول المساعدة إذ إن محاولة التحرك سيسبب ضرر أكثر للمنطقة المصابة.
عند وصول المستشفى سيتم عمل أشعة سينية لتحديد مكان الكسر وتحديد نوع الكسر بدقة قبل وضع الجبيرة لإنه إذ لم يتم تحديد الكسر بدقة لن يتم علاج الكسر بصورة صحيحة، إذ كان الكسر غير قابل للوضع في جبيرة كالكسر في عظم الترقوة فسيتم وضع ضمادات خاصة.
يتم الحصول على الراحة و التغذية المناسبة مع العلاج الطبي المناسب من أجل الشفاء، يمكن استخدام قطع الثلج لتخفيف الانتفاخ كما من الممكن أن يصرف الطبيب مضادات حيوية للمساعدة في تخفيف الألم ومنع حدوث التهاب، في بعض الكسور يوصى بعمل تمارين مناسبة لزيادة تدفق الدورة الدموية والمواد الغذائية إلى مكان الكسر حيث يقوم الطبيب بتحديد التمارين المناسبة.
الفرق بين الجبيرة والجبس
إن الفرق بين الجبيرة والجبس فرقٌ كبيرٌ، إذا كان الكسر بسيطًا فإن الجبيرة تنفع في هذه الحالة، حيث أنها تقوم بدعم العظم من جهة واحدة لمنع حركتها وبذلك يتم شفاء كسر العظم، إن الفرق بين الجبيرة والجبس كبير من ناحية المواد التي تستخدم لصناعة كلََا منهما، تصنع الجبائر من بلاستيك صلب أو معدن، بعضها الآخر يصنع من الجبس أو الألياف الزجاجية، يتم وضع الجبيرة لتتناسب مع شكل المنطقة المصابة بصورة مريحة، بعد وضع الجبيرة يتم لفها بقطعة من الملابس أو الأقمشة فذلك يساعد في تثبيتها في مكانها، كما يمكن للطبيب أن يعدل من وضع الجبيرة، لأن الفرق بين الجبيرة والجبس يلعب دورًا مهمًا عند وجود انتفاخ مكان الكسر فإن الطبيب يبدأ بوضع جبيرة حيث تكون أخف وأكثر مرونة من الجبس، عندما يختفي الانتفاخ فإن الطبيب يستبدل الجبيرة بالجبس.
أما الجبس فهو أقوى وأفضل في الحماية حيث يحيط بكامل المنطقة المصابة، لذلك معظم الكسور بحاجة إلى وضع جبس بدلاً من الجبيرة، يقسم الجبس إلى طبقتين: الطبقة المرنة الداخلية والتي توضع كوسادة والطبقة الصلبة الخارجية والتي تحافظ على العظم وتمنعه من الحركة، يوجد نوعان من الجبس: جبس باريس؛ إذا كان الكسر بحاجة إلى دعامة قوية يمكن استخدام هذا النوع، حيث أنه مادة سميكة تتصلب بسرعة، الجانب الإيجايي لهذا النوع أنه قوي لكن الجانب السلبي يتمثل في أنه ليس جيدًا إذا ما وضع في الماء، النوع الآخر من الجبائر يمكن صنعه من الألياف الزجاحية حيث أنه عباره عن بلاستيك قابل للتشكيل وأخف من جبس باريس، الطبقة الخارجية مضادة للماء، بعضها يحوي بطانات لا تتأثر بالماء.)