اشعار في الرّبيع
- جاء الرّبيع فماس الكون ترحيباً
وغنّت الورق فوق الأيك تطريبا
وصارت الأرض مُخضرّاً جوانبها
بالنّبت تلقاه مفروشاً ومنصوبا
فلو نظرت ضحىً نحو الرّياض وما
فيها من الحسن مبثوثاً ومسكوبا
وطالعت عينك الأزهار باسمة
والطّير صادحة والماء مصبوبا
أيقنت أنّ الرّبيع الغضّ مؤتلقاً
مغنىً من الخلد لكن ليس محجوبا
ثمّ أرتمت عنك آلام الحياة كما
قد أسعد الأمل المحبوب مكروبا
فهل غدوت إلى أعشابٍ مُشجّرة
كيما ترى بكمال العيش مصحوبا
ورحت تنظر تصعيداً إلى أفق
ناء وطوراً إلى الأشجار تصويبا
وأبصرت عينك الغدر أنصافية
تصطف من حولها الأزهار ترتيبا
لأنت نشوان رحب الصّدر حين ترى
وجه السّماء بوجه الأرض مقلوبا
- وَرَدَ الرَّبيعُ، فمرحَباً بوُرُودِهِ
وبنُورِ بَهجَتِهِ، ونَوْرِ وُرُودِهِ
وبحُسنِ مَنظَرِهِ وطيبِ نَسيمِهِ
وأنيقِ ملبسهِ ووشي برودهِ
فصلٌ، إذا افتخرَ الزمانُ، فإنّهُ
إنسانُ مُقلَتِهِ، وبَيتُ قَصيدِهِ
يُغني المِزاجَ عن العِلاجِ نَسيمُهُ
باللّطفِ عندَ هبوبهِ وركودهِ
يا حبّذا أزهارهُ وثمارهُ
ونباتُ ناجمهِ، وحبُّ حصيدهِ
وتَجاوُبُ الأطيارِ في أشجارِهِ
كَبَناتِ مَعبَدَ في مَواجِبِ عُودِهِ
والغصنُ قد كُسِيَ الغَلائلَ، بعدَما
أخَذَتْ يَدا كانونَ في تَجرِيدِهِ
نالَ الصِّبَا بعدَ المَشيبِ، وقد جَرَى
ماءُ الشبيبة ِ في منابتِ عودهِ
والوردُ في أعلى الغصونِ، كأنّهُ
ملكٌ تحفّ بهِ سراة ُ جنودهِ
- مرحى ومرحى يا ربيع العامِ
أشرق فدْتك مشارقُ الأيامِ
بعد الشّتاء وبعد طولِ عبوسه
أرِنا بشاشةَ ثغرِكَ البسّامِ
وابعث لنا أرجَ النّسيمِ معطراً
مُتخطّراً كخواطر الأحلامِ