الشام
عيني على الشام قد جفت مآقيها
هل مَن يقدِّم لي دمعا لأبكيها
عيني على الشام لا من أجل منفعةٍ
ولا لأجل جزاء من ثوانيها
ولا لأجل جمالٍ في مفاتنها
شُلت قوافي شعري أن تحاكيها
ولا لأجل ربوع الخير مفعمةً
بالياسَمينِ وفُلٍّ نابتٍ فيها
عيني على الشام قد ضاقت مدامعها
تستعرض الشام آلاماً لتحكيها
تحكي حكاياتٍ مجد دام منشؤها
تحكي حكايات خيرٍ ساكنٍ فيها
تروي البطولة إذْ في الشام قد وُلِدت
وحطمت كل جبار قد طغى فيها
إن شئتمُ فسلوا عن كل طاغيةٍ
في الأرض عاث فساداً في نواحيها
سلوا تبوكَ تحدثْكم بما فعلت
صحابُ نبيِّ الله الرومَ تقصيها
والقدسَ كم صبرت إتيانَ فاتحِها
فاروقَ أمتنا لله يُعليها
أن ليس للناس عزٌ إن همُ تركوا
دين العزيز وعز اليوم حاكيها
سلوا التتارَ وكم روحاً هنا سفكوا
والأرض ينزف قاصيها ودانيها
هل للتتار بأرض الله مقبرةٌ
إلا الشآم وفي جالوت تحويها
سلوا الصليب وأرتالاً له حملوا
للقدس باغين لا بل خاب باغيها
حطينُ حطينُ كم أعليتِ من شيمٍ
ما جاء بعد صلاح الدين يعليها
شامُ الخليل وكلِّ الأنبياءِ معاً
كُرمى من الله للإنسان يسقيها
مسرى النبي وخير الخلق كلهِمِ
محمدٍ بات بالخيرات يحكيها
لا خير في الناس إن شام الورى فسدت
وسنةً فرقةٌ تنجو وتعليها
لا ضرَّ يردعها أو من سيخذلها
بالحق قامت أسود الشام تحييها
والخيلُ لا تبكي أن نام فارسُها
بل البكاءُ لفأرٍ بات يؤويها
قالوا له أنت ليثٌ... أو فقل أسدٌ
زمجر كما تشتهي أسمٍع نواحيها
فالأسْدُ نامت ولن تصحو إلى أجلٍ
والفأر بات مليكاً حاكماً فيها
يا شامُ يا شامُ إن الحق منبلجٌ
محمدٌ قالها والله معطيها
بالشام إيمانُنا إن أعصفت فتنٌ
وقد تكفل مولانا بمن فيها
للشام نلجأ إنْ نارٌ لنا حشرت
فيها ملائكةٌ حفت ثوانيها
في الشام ملحمةٌ في دايقٍ سكنت
والروم يلعن أدناها أعاليها
والقدس تشهد سًحقا لليهود غدا
للكفر طمساً وللأجيال يحكيها
يا شام يا شام إن الحق منبلج
محمد قالها والله معطيها
عيسى سينزل في البيضاء مرتكزاً
مستأصلاً رقْبة الدجال يفنيها
قلا تبالي بكيد لا مناص له
ستنتهي فتن قد خاب ساعيها
ولا تبالي بفأر لا خلاص له
فالأسد قامت وعين الله تنجيها
سأكتب الشعر للتاريخ يقرأه
الشام باقية والله حاميها