يستغرق تعلم لغة جديدة الكثير من الوقت ويتطلب تفانيًا عاليًا، إلا أنه يساعد في الحصول على العديد من المزايا
والفرص، والتي تشمل الفوائد العملية والفكرية، بالإضافة إلى اعتباره أمرًا مفيدًا وشيقًا لجميع الأعمار.
يوجد في العالم اليوم حوالي( 7000) لغة ويعد تعلم لغة واحدة على الأقل من بينها عونًا كبيرًا, بحيث تعد القدرة
على التحدث بلغتين ميزة للشخص مهما كان عمره، خاصة في المجتمع الدولي اليوم. فعلى الرغم من أن تعليم اللغة
الجديدة للأطفال أسهل من تعليمها للكبار، إلا أنه من المؤكد أن الأوان لم يفت بعد للتعلم، ودون شك فإن العوائد كفيلة بأن تنسيك الجهد والتفاني المبذولين.
أهم فوائد تعلم لغة جديدة:
- فرص عمل أفضل
يمنحك التمكن من لغتين في مجتمع الأعمال المهيمن اليوم ميزة تنافسية عند البحث عن وظيفة، أو أفضلية في الحفاظ على عملك الحالي. وتبحث الشركات التي تخطط للتوسع في الأسواق الخارجية باستمرار عن موظفين ثنائيي اللغة، وهؤلاء بدورهم يحصلون على عوائد ممتازة على الصعيد المالي وغيره، وذلك لأنهم يوفرون للشركة ميزة هائلة. كما تتوفر الفرص الوظيفية دائما لمن لديه القدرة على التحدث بلغة ثانية، فالاستغناء عنه ليس بالأمر السهل وذلك لتمكنه من سد الفجوة الثقافية بين أي بلدين.
- صحة الدماغ
أظهرت الدراسات الطبية الآثار الإيجابية لتعلم لغة ثانية على الدماغ، كما أكدت على أنها تؤخر ظهور العديد من الأمراض المتصلة بالمخ كالزهايمر والخرف، مقارنة مع أولئك الذين يتحدثون لغتهم الأم فقط.
- السفر والترفيه
يفتح تعلم لغة جديدة عالمًا من الفرص. فإن وقع اختيارك على تعلم لغة متداولة، مثل الإسبانية أو الفرنسية أو الألمانية، فسيمكّنك ذلك من السفر إلى أي مكان في العالم دون أن تواجه مشكلة مع الترجمة. كما يمَكِنك تمثيل عملك الخاص بثقة في أي مكان بالعالم والتحدث بحرية للسكان المحليين وغيرهم من المسافرين، وستكون تجربتك أفضل لقدرتك على التواصل بشكل فعال مع المزيد من الناس، والذي سيوسّع في نهاية المطاف مداركك ويرتب الأمور بناء على وجهات نظر متعددة مع أخذ ثقافات العالم المختلفة بعين الاعتبار.
- تطور في اللغة الأم
نادرًا ما يفكر الكثير منّا في البنية النحوية واللغوية للغتنا الأم. وبالرغم من ذلك، يتطور فهم الكثير من الناس للغته عند تعلم لغة جديدة. ويركّز تعلم لغة ثانية انتباه الناس على قواعد الإنشاء النحوية لهذه اللغة. كما تُغيّر هذه التجربة نظرة الناس إلى لغتهم الأم، مما يؤدي إلى تطويرها، وهذا من شأنه أن يطوّر حياتهم اليومية في نهاية المطاف.
- تطور في إدراك العالم من حولنا
يمنحك تعلّم لغة جديدة إدراكًا واسعًا يتعدى العالم الذي تعيش فيه، مما يمكّنك من التواصل مع العديد من الثقافات الرائعة حول العالم وفهم الاختلافات بين بلدك والبلدان الأخرى، حتى لو اقتصر تعلّمك على بعض العبارات، أو وصلت إلى درجة التمكن من اللغة ككل. كما ستكون لديك القدرة على الوصول إلى ثقافة جديدة كاملة تشمل الأفلام والموسيقى والأدب، وإلمام أكثر بتاريخ وثقافة الأمة وبالتالي على فهم أفضل للطريقة التي يعمل بها العالم، بما في ذلك السياسة والأمن.
- تجربة ثقافات جديدة
يعتبر العالم بوتقة للثقافات الغنية والمثيرة للاهتمام. ويسمح تعلم لغة جديدة بالوصول إلى العديد من الثقافات المختلفة في جميع أنحاء العالم، كما يتيح الفرصة لرؤية أشياء رائعة وجديدة من منظور مختلف، والتواصل مع أشخاص جدد في جميع أنحاء العالم، وتلك ميزة يفتقدها الكثير.
تمتلك كل ثقافة تاريخًا وأدبًا وموسيقى وكثيرًا من الأمور الخاصة والمثيرة للاهتمام وستكون لديك القدرة على التمتع بها وفهمها، وستكون قادرًا على التواصل من خلال الكتب والتلفاز والإنترنت مع بلدان بأكملها، وتوسيع آفاقك ومصالحك ووجهات نظرك الخاصة في نهاية المطاف. عالم جديد كليًا بانتظارك!
- الإنجاز
يعتبر تعلم لغة جديدة إنجازًا يمنح الفخر والشعور بالرضا لأيٍ كان، فمن شأنه أن يزيد الثقة بالنفس بعد العمل والجهد الشاق وللعوائد الناتجة عنه فوائد عديدة. كما أن له تأثيرًا على توسيع المدارك بطرق لا يمكن للمتحدث بلغة واحدة اختبارها أبدًا. ومن شأنه أيضًا أن يجعل العقل يقظًا دائمًا ويمنح المتحدث بلغتين نظرة ثاقبة حول العديد من الثقافات المختلفة. هذا بالإضافة إلى أن تعلم لغة ثانية يسهّل تعلم لغة ثالثة، والتي بدورها ستوسع الآفاق أكثر.
كاتب المقال: جنيفرسميث