إخوة الإسلام، لقد حثَّنا الله تبارك وتعالى على النظر في مخلوقات الله بعين العبرة والعظة للوقوف على قدرة الله وعظمته؛ فقال سبحانه: ﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ ﴾ [آل عمران: 190]. وقال سبحانه: ﴿ وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الرعد: 3]. وقال عز من قائلٌ: ﴿ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ ﴾ [الأنعام: 38]. وقال عز وجل: ﴿ وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [النور: 45]. وقال سبحانه: ﴿ أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ * وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ * وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ * وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ ﴾ [الغاشية: 17 - 20].
مملكة النحل:
وفي النحل آية: ﴿ وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ * ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ ﴾ [النحل: 68 - 69].
كيف تتكوَّن المملكة؟
إناث النحل تلد في إقبال الربيع، وأكثر أولادها تكون إناثًا، وإذا وقع فيها ذكرٌ لم تدعه بينها، بل إما أن تطردَه، وإما أن تقتله، إلا طائفة يسيرة منها تكون حول الملكة؛ وذلك لأن الذكور منها لا تعمل شيئًا ولا تكسب.
ثم تجتمع الأمهات وفراخها عند الملكة، فتخرج بها إلى الرياض والبساتين فتجتني كفايتها، فترجع بها الملكة، فإذا انتهوا إلى الخلية وقفت الملكة على بابها ولم تدع ذكرًا ولا نحلةً غريبةً تدخلها.
فإذا تكامل دُخولها دخلت الملكة بعدها، ووجدت النحل في أماكنها.
فتبتدئ الملكة بالعمل كأنها تعلمها إياه، فيأخذ النحل في العمل ويتسارع إليه.
وتترك الملكة العمل، وتجلس ناحيةً تشاهد النحل، فيأخذ النحل في إيجاد الشمع من الزوجات والأوراق والزهور.
ثم يقتسم النحل فرقًا؛ فمنها فرقةٌ تلزم الملكة ولا تفارقها، وهم حاشية الملكة من الذكور.
ومنها فرقةٌ تُهيِّئ الشمع وتصنعه.
وفرقةٌ تبني البيوت.
وفرقةٌ تسقي الماء وتحمله على متونها.
وفرقةٌ تكنس الخلية وتنظفها مِن الأوساخ والجيف، وإذا رأت نحلةً مَهِينة بطَّالة قتلتها حتى لا تفسد عليهنَّ بقية العمال!
وأول ما يُبنى في الخلية مقعد الملكة وبيتها، فيُبنى لها بيتٌ مربعٌ يشبه السرير والتخت، فتجلس عليه ويستدير حولها طائفةٌ من النحل يُشبه الخدم والخواص.
ويجعل النحل بين يديه شيئًا يشبه الحوض يصبُّ فيه العسل أصفى ما يقدُر عليه، فيكون ذلك الحوض طعام الملكة وخواصها.
ثم تبني بيوتها على هيئة المسدسات ليكون متينًا.
وجعل الله في أفواه النحل حرارةً تنضج ما جنته فتُعيده حلاوة ونضجًا، ثم تمجُّه في القرص، ثم تختم عليه بالشمع.
عملُ البواب:
فإذا عادت فِرَق النحل من المرعى، وقف على باب الخلية بوابٌ ومعه أعوانٌ، فكل نحلة تريد الدخول يشمها ويتفقدها، فإذا وجد منها رائحة منكرةً أو لطخة مِن قذرٍ منعها من الدخول! وعزلها ناحيةً إلى أن يدخل الجميع، ثم يعود إلى المعزولات فيشمهنَّ مرة أخرى، فمن وجده وقع على شيء منتن أو نجس قتلها، ومن كانت جنايته خفيفة تركها خارج الخلية.. هذا دأب البواب كل عشية.
طهارة ونظافة النحل:
النحل مِن أنظف الحيوانات وأنقاها، ولذلك لا تلقي زبلها إلا حين تطير، وتكره النتن والروائح الخبيثة.
فمَن علَّم النحل هذا النظام الدقيق؟!.. إنه الله.
فيا عجبًا كيف يُعصى الإله أم كيف يجحده الجاحدُ؟!
وفي كل شيءٍ له آيةٌ تدلُّ على أنه الواحدُ
وفي النمل آية:
النملة عاقلةٌ؛ قال تعالى: ﴿ وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ * حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ * فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا ﴾ [النمل: 17 - 19].
فهذه نملةٌ جمعَتْ في قولها بين الأمر والتحذير والاعتذار.
روى الإمام أحمد وأبو داود - بسند صحيح - عن ابن عباس رضي الله عنهما: (أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن قتل أربعٍ مِن الدواب: النمل، والنحل، والهدهد، والصُّرد[1])[2].
وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((نزل نبيٌّ من الأنبياء تحت شجرة، فقرصته نملةٌ، فأمر بجهازه فأُخرج، وأمر بقرية النمل فأُحرِقتْ، فأوحى الله إليه: أن قرصَتْك نملةٌ أحرقت أمةً من الأمم تُسبِّح! فهلَّا نملة واحدة))[3].
النملة تدعو ربها:
روى الإمام أحمد في (الزُّهد) عن أبي هريرة مرفوعًا: ((خرج نبي مِن الأنبياء بالناس يستسقون، فإذا هم بنملة رافعة قوائمَها إلى السماء تدعو، مُستلقيةً على ظهرها، فقال: ارجعوا، فقد كُفيتم، أو سقيتُم بغيركم))!
وفي رواية أنها تقول: ((اللهم إنا خلقٌ مِن خلقك، ليس بنا غنًى عن سُقياك ورزقك، فإما أن تسقينا وترزقنا، وإما أن تُهلِكنا)).
النمل يكره الكذب، ويعاقب الكذاب:
يذكر ابن القيم في (شفاء العليل) يقول: إن نملةً خرَجَت من بيتها، فصادفت شق جرادةٍ، فحاولَتْ أن تحمله فلم تُطِقْ، فذهبتْ وجاءت معها بأعوانٍ يحملنَه معها، قال: فرفعت ذلك مِن الأرض، فطافت في مكانه فلم تجِدْه، فانصرفوا وتركوها.
قال: فوضعته، فعادت تحاول حملَه فلم تقدر، فذهبت وجاءت بهم، فرفعته، فطافت فلم تجده، فانصرفوا وتركوها، قال: فعلت ذلك مرارًا، فلما كان في المرة الأخرى استدار النملُ حلقةً واحدةً حول هذه النملة، وقطَّعوها عضوًا عضوًا.
قال ابن القيم: فحكيت هذه الحكاية لشيخِنا، فقال: هذا النملُ فطَره الله على قُبح الكذب، وعقوبة الكذاب...
من حيل النمل:
مِن عجيب أمر النملِ أن الرجل إذا خاف على طعام مِن النمل وضعه في شيء، ووضع ذلك الشيء في إناء كبير به ماءٌ، فتجد النملة تتسلق الحائط ثم تمشي على السقف إلى أن تحاذي ذلك الشيء، ثم تُلقي بنفسها عليه، قال ابن القيم: (وقد جرَّبنا ذلك مرارًا).
الهدهد يدعو إلى الله:
قال تعالى: ﴿ وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ * لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ * فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ * إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ * وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ * أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ * اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ﴾ [4] [النمل: 20 - 26].
النبأ: هو الخبر الذي له شأنٌ، والنفوس متطلعةٌ إلى معرفته.
وفي الحمام آية:
الحمامُ طيرٌ معروف، مألوف لدى الناس، ومنه ما يُتَّخذ قديمًا لحمل الرسائل، وهو (الزاجل).
الوفاء على العهد:
الحمام موصوفٌ باليُمن والإلف للناس، ويحبُّ الناس ويحبُّونه، ويألف المكان، ويثبت على العهد والوفاء لصاحبه وإن أساء إليه، ويعود إليه مِن مسافات بعيدة، وربما صُدَّ فترك وطنه عشر حجج، وهو ثابتٌ على الوفاء حتى إذا وجد فرصةً واستطاعة عاد إليه.
الشفَقة على الولد:
والذَّكر والأنثى من الحمام إذا باضَتِ الأنثى تعاونَا في بناء العُشَّ، وجعلا حروفَه شاخصةً مرتفعةً لئلا يتدحرج عنه البيض، ويكون حِضْنًا للحاضن.
ثم يتعاودان المكان، يسخنانه، ويطيبانه، ويحدثان فيه طبعًا مشتقًّا من طباع أبدانهما ورائحتهما؛ لكي تقع البيضة إذا وقعت في مكان هو أشبه بأرحام الحمام.
فإذا انصدع البيضُ عن فراخه يبدآن أولًا بنفخ الريح في حلقه حتى تتسع حويصلته، علمًا منهما بأن الحويصلة تضيقُ عن الغذاء، فتتسع الحويصلة بعد التحامها.
ثم يعلمان أن الحويصلة وإن كانت قد اتسعت شيئًا، فإنها في أول الأمر لا تحتمل الغذاء؛ فيزقَّانه بلعابهما المختلط بالغذاء وفيه قوى الطعام.
ثم يلتقطان من الغيطان الحَب اللين الرخو؛ لتتعود حويصلته على الطعام.
ثم يزقانه الحَب الشديد القوي والماء على التدريج.
ثم يمنعانه بعض المنع ليلتقط بنَفْسه.
فإذا قوي على اللقط منعاه تمامًا، فإذا طلب منهما ضرباه ليعتمدَ على نفسه.
من الذي علَّمهما ذلك؟! إنه الله!...
كلبة تشفق على طفل:
قال الجاحظ: وهو أمرٌ مشهورٌ عندنا بالبصرة، وقع الطاعون في محلةٍ، فماتوا جميعًا، فسدُّوا باب الدار، وكان قد بقي صبيٌّ صغيرٌ يرضع لم يفطنوا له.
فلما كان بعد مدةٍ تحوَّل إليها بعض الورثة، ففتح الباب، فإذا هو بصبي يلعب مع كلبةٍ صغيرة، فراعه ذلك، فلم يلبَثْ أن أقبلت كلبةٌ كبيرة كانت لأهل الدار، فلما رآها الصبي حبا إليها، فأمكنته من نفسها فرضع منها!
كرم الدِّيك:
والعجيب أن الديك إذا وُضع أمامه حَبٌّ نادى بصوته، وفرَّق الحَب بأرجله ليأتي الدجاج فيأكل معه، بل إنه ربما وجد الحبة وهو في حاجة إليها فيحملها في فمه، فإذا رأى دجاجةً ألقاها أمامها لتأكلها وهو سعيدٌ.
وقفة مع الثعلب:
1 - كيف يتخلص مِن البراغيث؟
من عجيب أمر الثعلب أنه إذا امتلأ بالبراغيث أخذ صوفةً في فمه، ثم عمد إلى ماء غير عميق، فنزل فيه شيئًا فشيئًا حتى ترتفع البراغيث إلى الصوفة فيلقيها في الماء، ويخرج.
من ألهمه ذلك؟ إنه الله!
من حِيَل الثعلب:
ومن عجيب أمره أن رجلًا كان معه دجاجتانِ، فاختفى له، وخطف إحداهما وفرَّ فأكلها، ثم أراد أن يأخذ الثانية، فتراءى لصاحبها مِن بعيد وفي فمه شيءٌ يشبه الطائر، وأطمعه في استعادتها بأن تركها وفرَّ، فظن الرجل أنها الدجاجة فأسرع نحوها، وخالفه الثعلب إلى أختها فأخذها وذهَب...
وفي القردة آية:
روى البخاري في (صحيحه) عن عمرو بن ميمون الأودي، قال: (رأيت في الجاهلية قردًا وقردةً زنيَا، فاجتمع عليهما القرود فرجموهما حتى ماتا)...
وَفِي الفأر آية:
ومن عجيب أمر الفأرة: أنها إذا شرِبت من الزيت الذي في أعلى الجرة، فنقص وعزَّ عليها الوصول إليه ذهبتْ وحملتْ في أفواهها ماءً وصبَّته في الجرة حتى يرتفع الزيت فتشربه!
من الذي علَّم الفأرة أن كثافة الزيت أعلى من كثافة الماء؟! إنه الله، الذي خلق فسوَّى، وقدَّر فهدى.
رجال تعلَّموا مِن دوابَّ:
قيل لرجل: مَن علمك اللجاج في الحاجة، والصبر عليها وإن استعصت حتى تظفرَ بها؟
قال: مَن علم الخُنْفُساء إذا صعِدت في الحائط تسقط، ثم تصعَد، ثم تسقط، مرارًا عديدة حتى تستمر صاعدةً!
وقيل لآخر: مَن علمك البكور في حوائجك أول النهار لا تخلُّ به؟
قال: من علَّم الطير تغدو خماصًا كل بكرةٍ في طلب أقواتها، لا تسأم ذلك!
وقيل لآخر: مَن علمك الهدوء والسكون والتماوت حتى تظفَرَ بحاجتك، فإذا ظفِرتَ بها وثبت وثوب الأسد على فريسته؟
قال: من علَّم الهرة أن ترصد جُحر الفأرة، فلا تتحرك ولا تتلوى كأنها ميتةً، حتى إذا برزت لها الفأرة وثبت عليها كالأسد!
وقيل لآخر: من علمك الصبر والتحمل؟
قال: الذي علَّم الجمل الصبر على حمل الأثقال، وتحمل مرارة الجوع وشدة العطش!
وقيل لآخر: مَن علمك حُسن الإيثار والسماحة والبذل؟
قال: الذي علَّم الديك يصادف الحَبَّة في الأرض وهو محتاج إليها فلا يأكلها، بل يستدعي الدجاج لها، وإذا وضع له الحب فرَّقه هاهنا وهاهنا، وإن لم يكن هناك دجاجٌ لأنه قد تعود على البذل والجود.
عفة الأسد:
ومن عجيب أمر الأسد ألا يأكل إلا مِن فريسته، وإن مرَّ بفريسة غيره لم يدنُ منها وإن جهده الجوع.
أسئلة:
من عَلم الدبَّ إذا أصابه جُرحٌ أن يأتي إلى نبات قد علِمه، وربما جهله صاحب الحشائش فيتداوى به، فيبرأ؟
ومن علم الأنثى من الفِيَلة إذا دنت ولادتها أن تأتي إلى الماء فتلدُ فيه؛ لأنها لا تلد إلا قائمةٌ، فتخاف أن يسقط على الأرض فينصدع!..
ومَن علَّم الكلب إذا كسَا الأرضَ الثلجُ أن يتأمَّل الموضع الرقيق الذي قد انخسَف، فيعلم أن تحته جُحْر أرنب، فينبشه ويصطادها، علمًا منه بأن حرارة أنفاسها تذيب بعض الثلج فيرقُّ؟