إذا أردت ترك أثرٍ طيب في نفوس أبنائك، فعليك أن تتعلم كيف تجذب أبناءك إليك.
كثيرٌ من الآباء يدخل بيته متأففًا مُقطَّب الجبين، ينظُر النظرة إلى أبنائه، فيرتعدون خوفًا منه، يبقون في غرفتهم فترة وجود الأب في البيت، ويُحكِمون إغلاقها، لا يريدون الخروج منها؛ حتى لا يقابلوا النظرات القاسية، والكلمات الملهبة كالسوط على أجسادهم.
بل تصل درجة الخوف من آبائهم إلى أنهم كرِهوا قضاء الوقت معهم، فتراهم يتنفسون بشدة عند خروج آبائهم من المنزل!
عليكم بالتفكير جيدًا يا معشر الآباء قبل إنجاب البراءة والزهور العطرة، فإن كانت هذه هي طريقة بعض الآباء في التعامل معهم، فهل يكون إنجاب الأبناء موازيًا للقسوة معهم؟
عليك أيها الأب قضاء الكثير من الأوقات الممتعة مع أبنائك، واجعَل الوقت في كل مرة أكثر متعةً وتفننًا في إدخال السرور عليهم، فمع انفتاح العالم وتقارب القارات والناس، صار العالم منزلًا واحدًا، وأصبح إفساد عقول الأبناء أمرًا ميسرًا، ووقع الأبناء فريسةً سهلة لكل مدمري العقول؛ فلا تجعل أعباء الحياة تأخذك في دوَّامة بعيدًا عن أبنائك.
ادخل البيت مبتسمًا محتضنًا إيَّاهم، ومُحمَّلًا بالهدايا اليسيرة، فإذا لم تكن هناك هدايا، فليكن عناقٌ وابتسامة دافئة منك.
وتفنَّن في كيفية جعل الوقت مميزًا؛ فليكن اليوم في تنظيم مسابقة وقضاء وقت ممتع معهم، مع إلقاء بعض النكات الجميلة، واليوم الآخر في سرد قصص بطريقة مشوقة، وذاك اليوم للخروج والتنزُّه، وتلك الأمسية في تعلُّم بعض المهارات مع إضفاء رُوح المرح والحب عليهم، فما ستُقدمه اليوم ستحصده غدًا، فكثيرًا ما نتساءل عن سبب جحود بعض الأبناء، وقد يصل في بعض الأوقات إلى العقوق وقطع الآباء وإهمالهم، والسبب يرجع إلى أن الآباء كانوا أشد حرصًا في إنفاق مشاعرهم وإغداق الحب على صغارهم.
سأقول لكم أيها الآباء: أنفقوا حبًّا في الصغر، تحصدوا برًّا في الكبر.
سنُمضي الكثير من الأوقات الممتعة برفقة بعضنا، وسنتسامر ونتشاطر الليل والنهار.