نظريات النسيان عند الأطفال
حاول العلماء فهم النسيان والوقوف على أسبابه وشرحه وعلاجه، وظهرت العديد من النظريات التي حاولت تفسيره، ومنها:
• نظريّة التلف: وتركز هذه النظرية على العامل الزمنيّ، حيث تقوم على أنّ المعلومات التي تُخزّن في الذاكرة تضعف مع مرور الوقت بشكلٍ آليٍّ، وبالتالي لتفعيل التعلّم والتذكّر لدى الطفل يجب تكرار المعلومات ومراجعتها باستمرار، واستخدامها قدر الممكن في الحياة اليوميّة ليبقى محتفظاً بها ولا ينساها.
• نظريّة التداخُل: وتعزو هذه النظريّة أسباب النسيان إلى تداخُل المعلومات الجديدة التي يتلقاها الطفل مع المعلومات المخزّنة مسبقاً في ذاكرته، فإما أن تعيق المعلومات الجديدة تذكُّر المعلومات القديمة بما يسمّى الكفّ الرجعي، وإما أن تعيق المعلومات القديمة حفظ وتذكُّر الجديدة بما يسمى بالكفّ التقدميّ، وبالتّالي فإن استخدام الطرق المناسبة لشرح المعلومات للطفل ليحفظها بدون أن يتداخل التعليم السابق مع الجديد يساعد الطفل على عدم النسيان.
• نظريّة عدم اكتمال المكتسب: حيث تربط هذه النظريّة بين التّذكر للمعلومات الكاملة والكلّية، حيث إنّ المعلومات التي لها معنى واضح ومتكامل ومفهوم من السهل تذكّرها، أمّا الخبرات عديمة المعنى أو الناقصة فهي عرضةٌ للنسيان بشكلٍ أكبرٍ.
• نظريّة تغيير الأثر: واعتبرت هذه النظريّة أنّ النسيان هو تشوّهٌ في المعلومات المخزّنة، أو التعديل عليها، وتجاهل بعض التفاصيل في هذه المعلومات بسبب عمليّةٍ أو أكثر من العوامل الفسيولوجيّة التي تحصل مع مرور الوقت، وأكدت هذه النظريّة ما يسمّى "ظاهرة التنظيم"، والتي اعتبرها كثيرٌ من الباحثين من الجوانب المهمّة من الذاكرة طويلة المدى، وهي تشير إلى أنّ تنظيم المعلومات للطفل بتسلسل وترتيب معين يسهِّل عليه الاحتفاظ بتلك المعلومات وتذكُّرها وعدم نسيانها