ضَعْني على شفة الحُداة أكنْ لهمْ لحناً مثيرا
ضعني على جفن الهداة أكن لهم فجراً منيرا
ضعني على درب الدعاة أكن لهم أبداً نصيرا
ضعني على سيف الكُماة أكن لهم بطلاً معيرا
ضعني على كبد الطغاة أكن لهم لهباً سعيرا
أنا صاغني حسّانُ مزهواً بجبريلٍ ظهيرا
أنا صاغني كعبٌ فهدَّ بيَ المعاقل والصخورا
وابنُ الرَّواحة ثَبّتَ الرحمنُ إذ صدح البشيرا
وعلى هدى القرآن سَلْسلتُ القوافيَ والعصورا
أمضي على نهج النبيّ لأجلوَ الُدُّرَّ النَّثيرا
نارٌ على الكفّار أحرقهم وعيداً أو نذيرا
وعلى قلوب المؤمنين نزلت سلسالاً نميرا
يا أمة الإسلام مجدُك ها هُنا كتب السُّطورا
فاستلهمي مَدْحَ النبيّ.. وزَيّني الأكوانَ نورا
رُدّي به زيفَ الضلال ليغتدي الأعمى بصيرا
يا خاتم الرّسُل الكرام لقد جلوتَ لنا الأمورا
ورسمتَ منهاجَ النبوّة يانعاً غضًّا نضيرا
ودعوتَ بالقرآن أقواماً عَتَوْا ودَعَوْا ثُبورا
وشفيتَ بالسَّيف الصقيل مُكابراً صَلِفاً كفورا
ومجاهدين تراهم يشكون من عِوزٍ أمورا
مدّوا إلى إخوانهم في الدين يرجون النصيرا
تركوهمُ ويهود عُزْلاً.. ليس يدرون المصيرا
كم ودّعوا بطلاً شهيداً.. أو بَكَوْا بطلاً أسيرا
لكنّهمْ وثِقوا بنصر الله يرجون القديرا
آسادُ حربٍ تسمع الدّنيا لهم أبداً زئيرا
يرجون إحدى الحسنيَيْن فليس تغلوهُمْ مُهورا
ويواجهوا النّارَ.. قد لبِسوا من الكفنِ الحريرا
إيهاً أبا الزهراء.. جئتُ بِمدْحةٍ ضمَّت يسيرا
تعلو بذكرك إن حوتْ في نظمها غَثّا حسيرا
ولقد عرفتُ مكانتي.. أَتّى أكونُ بكم جديرا
من كان حبُّ محمّدٍ في قلبه لقيَ السُّرورا
وأتى البشيرُ شفيعَهُ ودعا له ربّاً غفورا