دَعُونِي آسُ جُرْحِي بِالبُكَاءِ عَسَاهُ أَنْ يُخَفِّفَ مِنْ شَقَائِي
دَعُونِي أَبْكِ مَجْدًا ضَاعَ مِنِّي وَأَرْثِي أُمَّتِي خَيْرَ الرِّثَاءِ
فَقَدْ دَارَ الزَّمَانُ وَكَانَ أَقْسَى عَلَى قَلْبِي مِنَ الدَّاءِ العَيَاءِ
فَأَصْبَحْتُ الفَقِيرَ بِغَيْرِ مَأْوًى وَكُنْتُ أَنَا المُنَعَّمَ فِي الرَّخَاءِ
وَأَصْبَحْتُ السَّجِينَ بِغَيْرِ ذَنْبٍ أُسَامُ الخَسْفَ مُنْقَطِعَ الرَّجَاءِ
وَأَصْبَحْتُ الأَسِيرَ لَدَى أَعَادٍ قُسَاةٍ نَكَّلُوا بِالأَنْبِيَاءِ
أَعَادٍ فِي الخَدِيعَةِ كَالثَّعَالِي وَفِي التَّطْبِيعِ أَشْبَاهُ الوَبَاءِ
أَعَادٍ يَحْرِصُونَ عَلَى حَيَاةٍ فَكَانَتْ عِنْدَهُمْ دَارَ البَقَاءِ
رَأَيْتُ الغَدْرَ فِيهِمْ حِينَ هَبُّوا ذِئَابًا فِي إِهَابِ الأَتْقِيَاءِِ
وَعَاثُوا يُفْسِدُونَ النَّاسَ طُرًّا عَسَاهُمْ أَنْ يَدِينُوا بِالوَلاَءِ
وَأَغْرَوْنِي بِغِيدٍ سَاحِرَاتٍ وَمَالٍ يَعْتَلِي قِمَمَ الثَّرَاءِ
فَشَطَّ العَقْلُ حِينَ بَدَا لِعَيْنِي جَمَالٌ كَالجُمَانِ مِنَ النِّسَاءِ
وَظَلُّوا يُلْهِبُونَ أُوَارَ قَلْبِي بِأَفْلاَمٍ يَغِيضُ بِهَا حَيَائِي
وَأَفْكَارٍ تُعَرْبِدُ فِي السَّجَايَا وَيَقْتُلُ سُمُّهَا مَعْنَى الإِبَاءِ
فَطَوْرًا يَنْعِقُونَ بِمَا يُسَمَّى ب"عَوْلَمَةٍ" وَطَوْرًا بِالإِخَاءِ
فَسِرْتُ وَرَاءَهُمْ أَقْفُو خُطَاهُمْ لَعَلِّي أَتَّقِي شَرَّ البَلاَءِ
وَلَيْتَ الخَوْفَ جَنَّبَنِي أَذَاهُمْ وَلَكِنْ ذُقْتُ أَلْوَانَ العَنَاءِ
سُلِبْتُ كَرَامَتِي وَفَقَدْتُ عِرْضِي وَضَاعَتْ هَيْبَتِي بَعْدَ انْحِنَائِي