| هل يمكن لامرأة أن تلد بنتاً غير ابنتها؟ أي تحمل في رحمها طفلاً ثم تلده ولكنه لأبوين آخرين؟؟ هذه الظاهرة انتشرت اليوم وتنبأ بها النبي الكريم قبل 14 قرناً.. لنتأمل.... |
كيف يمكن لأمَة (عبدة أو جاربة) أن تلد سيدتها ولا تكون بنتاً لها؟ التفسير القديم يقول بأن من أشراط الساعة أن تجد جارية يتزوجها سيدها فتنجب منه بنتاً أو ابناً يصبح سيدها أو (ربّها).. ولكن هذا التفسير غير منطقي لأنه ليس من علامات اقتراب القيامة... فهذا الأمر يحدث بشكل اعتيادي وفي كل وقت.. وكان يحدث في زمن الجاهلية فهو ليس من علامات اقتراب القيامة!
ثم إن الحديث لم يقل: تلد ابناً أو بنتاً لها تصبح ربّتها.. بل قال: تلد ربتها.. وكأنها تلد طفلة ليست ابنة لها بل غريبة عنها! فهي تلد بنتاً غير ابنتها.. فكيف يكون ذلك؟؟ وهل تنبأ النبي الكريم بظاهرة استئجار الأرحام surrogacy التي ظهرت حديثاً؟!
والحقيقة هذه الظاهرة انتشرت حديثاً حيث انتشرت إعلانات استئجار الأرحام Womb for Rent.. واليوم تعتبر الخادمة بمثابة الأمَة قديماً إلا أنها لا تباع ولا تشترى بل تستأجر.. ومن الناحية الطبية يمكن لزوجين أن ينجبا طفلاً من خادمتهما ولكنه في الحقيقة هو طفل لهما..
حيث يقوم العلماء اليوم بأخذ بويضة من السيدة وتلقيحها بنطفة من الزوج ثم زرع البويضة الملقحة في رحم امرأة أخرى هي الخادمة مثلاً والتي تقوم بهذا العمل بسبب حاجتها المادية أي مقابل مبلغ من المال.. وبالفعل هناك مواليد جاءوا نتيجة هذه العملية.. فنجد المرأة تلد بنتاً ليست ابنتها ولكنها سيدتها... ومثل هذه الظاهرة لم يكن من الممكن التنبؤ بها من قبل.. ولكن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا عنها بقوله: إن من أشراط الساعة أن تلد الأمة ربتها.. صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وحسب الموقع الطبي الشهير webmd فإن عملية انجاب طفل لأبوين من خلال استئجار رحم امرأة هندية تكلف 12000 دولار أمريكي.. بينما هذه العملية يمكن أن تكلف 70000 دولار في أمريكا. حيث إن أفقر النساء هن من يؤجرن أرحامهن للغير مقابل المال.. وبالتالي تنجب المرأة الهندية الفقيرة ابناً أو بنتاً لأبوين أمريكيين من الأغنياء والقادرين على دفع تكاليف العملية..
فالزوجان يلجآن لهذه العملية بسبب المرض أو سرطان الرحم للزوجة أو حتى بعض المشاغل!! فيلجأ الزوجان لاستئجار رحم امرأة فقيرة لإنجاب طفل لهما.. وقد انتشرت هذه الظاهرة بشكل كبير هذه الأيام.
عملية استئجار الرحم ببساطة تتلخص في أخذ بويضة الزوجة وتلقيحها بنطفة الزوج وذلك في المختبر وانتظار فترة من الزمن حتى تتشكل النطفة الأمشاج وبعد ذلك يتم زرعها في رحم المرأة المؤجرة.. وينمو الطفل بشكل طبيعي في رحم هذه المرأة.. وبعد ذلك يأخذ الأبوين ابنهما.. فالمرأة المؤجرة لرحمها ليست أماً لهذا الطفل ولكنها هي التي ولدته.. فهذه المفارقة العجيبة والتي لم يكن ممكناً تخيلها قبل مجيء القرن الحادي والعشرين... أصبحت ظاهرة طبيعية اليوم..
والحقيقة العلمية: أن المرأة يمكن أن تلد بنتاً لأبوين آخرين أي تلد ربتها أو بنتاً ليست ابنتها.. ولكنها سيدتها لأنها ستكون أغنى منها بالطبع.. وتستمر هذه الأم بتأجير رحمها للغير مع استمرار الفقر لأن المال الذي تأخذه قليل جداً لا يجعلها غنية ولا يجعلها سيدة.. فالمرأة الهندية المؤجرة لرحمها تأخذ 5000 دولار فقط حيث تعيش بهذا المبلغ لمدة عشر سنوات...
فالنبي الكريم عبر عن المرأة الفقيرة بالأمَة.. وعبر عن المولودة من أبوين غريبين عنها بالربّة.. فهذه البنت لا تنتسب إليها قانوناً.. ومن الناحية الطبية أيضاً هي ليست ابنتها.. لأن البويضة والنطفة من الخارج..
قال عليه الصلاة والسلام: من أمارارت الساعة أن تلد الأمة ربتها.. رواه مسلم.. وفي رواية أن تلد الأمة ربّها.. وبالتالي شمل الذكر والأنثى.. وهذا الحديث يدل على صدق نبوة الحبيب عليه السلام.. فكيف علم النبي الأعظم بأن المرأة يمكن أن تلد طفلاً ليس ابنها أساساً؟ ولماذا يتحدث عن ظاهرة سوف تنتشر بعد أربعة عشر قرناً؟ إن هذا الحديث ليشهد على صدق هذا النبي الكريم..
ــــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل
شعار مجموعة نرقى ليرقى منتدانا