| في كل مخلوق من مخلوقات الله تعالى آية ومعجزة تشهد على قدرة الخالق عز وجل، وتردّ على من يعتقد بأن التطور صحيح.. دعونا نتأمل هذا المخلوق العجيب.... |
هذا الكائن الصغير Tardigrade يعتبر الأقوى على وجه الأرض حتى الآن.. فهو يقاوم أقسى الظروف التي يمكن تخليها.. فعلى الرغم من صغره (أقل من نصف مليمتر) فإنه قادر على تحمل درجة حرارة تصل إلى أكثر من 150 درجة مئوية.. ويستطيع أن يتحمل برودة تقدر ب 272 درجة تحت الصفر، والسبب أن خلايا هذا الكائن مجهزة بأساليب تمكن الكائن من العودة للحياة بعد تجمد خلاياه! بل يتميز هذا الكائن بوجود مادة تشبه مانع التجمد تمنع تشكل بلورات الثلج الكبيرة والتي قد تفجر الخلية. بل يجعل هذه البلورات تتشكل خارج الخلية.
هذه صفحة من موقع بي بي سي يؤكدون أن دب الماء يعود للحياة من بعد الموت.. فهو كائن خارق لا يشبه أي كائن آخر وينفرد بميزات مذهلة مثل قدرته على تحمل الظروف الصعبة والعودة للحياة، مع أن معظم الكائنات تموت في ظروف أقل.
هذا الكائن مجهز بإمكانيات مذهلة ينفرد عن غيره من المخلوقات.. فإذا ترك هذا الكائن من دون ماء ومن دون هواء لمدة عشر سنوات.. فإنه يموت بشكل مؤقت طيلة هذه السنوات العشر ثم يُبعث إلى الحياة من جديد بمجرد توافر الماء والهواء!!
كما اثبتت التجارب أن هذا الكائن يتحمل كميات كبيرة من الأشعة فوق البنفسجية الضارة، ويتحمل كميات مفرطة من أشعة غاما القاتلة.. كما يتحمل ضغوطاً هائلة تصل إلى 6000 ضعف الضغط الجوي.. بل إن دب الماء تمكن من العيش في أعمق نقطة في البحر حيث يبلغ الضغط أكثر من 1000 ضعف الضغط الجوي.. عند هذا الضغط تموت معظم الكائنات الحية، وذلك بسبب تمزق جدار الخلية وتكسر شريط د ن ا وتفتت مكونات الخلية.. ولكن دب الماء يستطيع الدخول في حالة من الموت ومن ثم يعود للحياة.
إنه كائن يتمتع بكل الخصائص فهو يملك ثمانية أرجل.. وهو كائن مجهري يبلغ طوله نصف ميلمتر.. ويملك أكثر من 1000 خلية، إنه يملك جهاز هضمي متكامل يتألف من أمعاء ومعدة ومري وشرج... ويملك نظام عصبي أيضاً ولديه نظام تنفس خاص به... وهو يتفاعل مع الوسط المحيط ولديه إدراك وذكاء...
ويصرح العلماء بالحرف الواحد: إننا لا نعرف شيئاً عن هذا المخلوق وليس لدينا أية إجابة عن سر قوته وتركيبه الفريد، وليس لدينا أدنى معلومات عن طريقة تطوره أو نشوئه أو مستقبله!! بل السؤال الذي يتحدى العلماء: لو كان هذا المخلوق قد تطور من مخلوق قبله، كيف اكتسب هذا الكائن مثل هذه الصفات الخارقة؟
بل لماذا لم يتطور هذا المخلوق ويتحول لمخلوق أكثر قوة على الرغم من مرور 500 مليون عام؟ هذا المخلوق يتحدى قوانين التطور المزعومة والتي تقول بأن الطبيعة تختار الأفضل وفق الاصطفاء الطبيعي.. فلماذا لم يتطور هذا الكائن عبر 500 مليون عام ليصبح أكثر كفاءة وقوة ويتحول إلى مخلوقات أخرى مذهلة!
يقول الخبراء: يمكنك أن تغلي هذا المخلوق المسمى Tardigrade ، يمكنك أن تجمده أو تحطمه أو حتى تجففه أو تتركهم في الفضاء الخارجي ومع ذلك يستطيع النجاة والعودة إلى الحياة بعد الموت!
كذلك فإن الله تعالى أودع في خلايا هذا الكائن معلومات تجعل منه كائناً خارقاً يتحمل الإشعاعات النووية، ويتحمل العيش في الفضاء الخارجي أكثر من أي مخلوق آخر.. وقد يبقى هذا المخلوق في حالة موت لمدة 100 سنة ثم يُبعث من جديد..
إن القرآن أشار إلى عملية إخراج الحي من الميت في آية كريمة.. قال تعالى: (يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَ يُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَ كَذَلِكَ تُخْرَجُونَ) [الروم: 19]. فهذا المخلوق يدخل في مرحة موت كامل ولسنوات ثم يُبعث من جديد بمجرد توافر ظروف الحياة.. فهو مثال واضح لإخراج الحي من الميت..
يقول علماء المستحاثات إن دب الماء وجد على الأرض قبل 500 مليون عام، وقد ظهر فجأة بصورة كاملة مع مجموعة كبيرة من الكائنات التي ظهرت في نفس الفترة تقريباً.. وهذا يعني أن دب الماء لم يمر بسلسلة تطور، بل خُلق بشكل كامل وبنفس المواصفات الخارقة.
هذا الكائن قد حير العلماء كثيراً.. فوجدوا أنه يحاكي عملية الموت أثناء انعدام الهواء والماء وبالتالي يتحول إلى مخلوق ميت يعمل بواحد من عشرة آلاف من طاقته الحيوية 0.01 % .. وبمجرد أن يتوافر الماء يعود للحياة في ظاهرة من أغرب ظواهر الطبيعة. ويقول العلماء إن دب الماء لديه خطط مسبقة و "خدع" تم برمجتها في الشريط الوراثي يستطيع من خلالها المحافظة على وجوده.
أثبتت دراسات الأحافير أن دب الماء كان موجوداً قبل 500 مليون سنة (في العصر الكامبري).. ويوجد منه أكثر من 900 نوعاً.. وجميعها تتصف بمواصفات فريدة تختلف عن أي كائن آخر نعرفه على وجه الأرض.
ولكن دعونا نطرح أسئلة منطقية على كل من يعتقد بأن هذا المخلوق جاء نتيجة تطور حدث عن مخلوق سبقه! ما هو المخلوق الذي تطور منه دب الماء؟ طبعاً لا يوجد أي جواب.. وكيف حدث هذا التطور؟ لا جواب.. وما الذي يجعل هذه الكائنات تنجو من الظروف الصعبة التي تهلك أي كائن آخر؟
بل من أين جاءت هذه الميزات الجديدة التي انفرد بها هذا الكائن عن غيره؟ وما هي الجينات والمعلومات التي اكتسبها هذا الكائن والتي جعلته أقوى كائن في الطبيعة!! وبالتأكيد لا أحد يعرف الجواب.. لأنه ببساطة أن هذا الكائن أصلاً لم يتطور بل خُلق خلقاً مباشراً حيث وضع الله تعالى فيه كل المعلومات والخصائص التي تجعل منه كائناً منفرداً..
معظم الكائنات لا تستطيع الحياة من دون ماء لأن تركيب الخلية في أغلبه من الماء.. ولكن الوضع يختلف مع هذا الكائن الغريب.. فالخلية العادية عندما تجف فإنها تتعطل ويتكسر فيها الشريط الوراثي وتصبح مشوهة وغير قابلة للحياة.. ولكن خلايا دب الماء لها تصميم مختلف.. فعلى الرغم أنها تتركب من 70 % من الماء إلا أن لديها خصائص وأساليب تستطيع أن تقوم الجفاف وتتغلب على نقص الماء. أي أن هناك تصميم فريد للخلايا وللشريط الوراثي د ن ا.
إذاً نحن أمام مخلوق نشأ بشكل مفاجئ قبل 500 مليون عام، ونشأ بكامل قوته وكفاءته وميزاته الخارقة.. وبقي محافظاً على هذه الميزات طيلة مئات الملايين من السنين.. واليوم نستطيع رؤية هذا الكائن الذي لم يخضع لعمليات تطور عبر هذه الملايين من السنين.. بل لم يتطور إلى كائن آخر..
ولذلك أيهما أكثر منطقية: أن نقول إن هذا الكائن تطور عن كائن آخر سبقه دون أي دليل علمي.. ولا نستطيع الإجابة عن عشرات الأسئلة.. أو نقول إن الله خلق هذا الكائن وصمّمه بالشكل الذي يدل على قدرته جل وعلا؟؟ نترك الإجابة لكل عاقل يريد أن يستخدم عقله في التفكير للوصول إلى الحقيقة.. قال تعالى: (ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ) [غافر: 62].
ــــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل