أنا إنسان

موضوع: أنا إنسان الخميس مايو 09, 2019 8:33 pm

بمشيئة من الله ،وحكمة لا يعلمها إلا هو،أراد لقتيبة

أن يولد وهو أصم ،وأبكم،وفوق كل هذا وذاك كان هو

وحيد والديه،توفيت والدته وهو لا يزال في سن الست

سنوات،مما ترك فراغا كبيرا بداخله،وأغرق قلبه في

بحر من الأحزان،لأنها كانت الوحيدة التي تتولى

رعايته والاهتمام به،ولم تتركه في يوم من الأيام

يحتاج إلى شيء،وأما والده فكان رجل محب للنساء،

كثير الخروج مع الأصحاب،وغير مسؤول،وكأنه لا

يزال شابا يافعا،ومن بعد موت أم قتيبة،صار قتيبة

كثير الانزعاج،ويكسر أي شيء أمامه للتعبير عن حزنه

وغضبه في نفس الوقت،بخاصة أن والده لا يهتم به

منذ أن ماتت والدته،ولا يسأل عنه حتى بالرغم من

وجوده المتكرر في المنزل في وقت فراغه،وبينما

والد قتيبة يستمع إلى الأغاني في الجوال،ومسترخيا

تماما على السرير،وهو يردد أغنية عن الحب،والعشق،

وفي عالمه الآخر منعزلا تماما،كان قتيبة ينظر إليه

من بعيد وهو يتألم،وكأنه يقول:لماذا أنت بارد هكذا

يا أبي؟.

ولكنه تشجع قليلا وقرر هذه المرة المواجهة،فجر من

والده سماعات الأذن،ونظر إليه نظرة الصقر الحادة

إلى الفريسة،فغضب والدها منه جدا فما كان منه إلا

أن قام بصفعه بقوة حتى أوقعه على الأرض لشدة

الصفعة،قائلا:أصم وأبكم ويتجرأ على التصرف بوقاحة.

وفي تلك اللحظة غرقت عينا قتيبة بالدموع،وركض

مسرعا إلى غرفته،بعد أن أغلق الباب بقوة تعبيرا عن

غضبه وحزنه،وفي تلك الأثناء خطرت ببال والده

فكرة،وهي أن يتزوج بأخرى،تساعده في تربية قتيبة

وأيضا تسليه وتؤنس وحدته في بيته،وهذا الأمر ليس

بالصعب لأنه محاط بالكثير من الفتيات اللاتي

يخدعهن،ويتسلى بهن،ولكن هذه المرة سيضطر للزواج

من إحداهن لكي ترعى ابنه الذي يشعر بالوحدة،ولم

يبحث كثيرا حتى وقع اختياره على فتاة شديدة

الجمال،سليطة اللسان،عديمة الأخلاق،فقد عماه طمعه

في جمالها عن جواهر أخرى كان بالإمكان أن يركز

عليها أكثر.

تقدم لها للزواج بها،ووافق الأهل ووافقت هي،وتمت

مراسم الزواج بسرعة،وجاءت إلى البيت وبدأت أسعد

أيام والد قتيبة،وأسوء أيام قتيبة،وفي أول يوم

كانت تجلس مع والده يضحكان،ويغنيان،ويلهوان،خرج

قتيبة ليرى مايحدث،رآه والده وناداه لكي يسلم على

من وطئت البيت سهلا،فاقترب منها قتيبة،و ماكان منها

إلا أن بدأت تحد النظر إليه باشمئزاز،وسلمت عليه

سلاما قبيحا كقباحة أخلاقها،وأشاحت بنظرها عنه

وعادت إلى الضحك مع والده،تركهما قتيبة وعاد

إلى غرفته باكيا لأنه لم يرتح لها.

في صباح اليوم التالي،كان والده في العمل،فقامت

بإيقاظه من النوم بقوة قائلة له: قم ونظف معي المنزل،

أنا لن أقوم بتنظيف شيء،والدك الأحمق هذا يظن

بأني كباقي النساء،أطبخ،وأنظف،وأغسل،أنا لست

بخادمتك أنت وهو.

فجرته بقوة حتى أوقعته على الأرض،فقام المسكين

من فوره لينظف البيت وهو لا يعرف كيف ينظف

أصلا،وعندما عاد والده من العمل علم بما حدث منها

حيث أخبرته هي فقال لها:لاتغضبي ياعزيزتي!

سننظف ونطبخ ونفعل كل شيء أنا وابني الصغير،أنت

فقط ستكون كالملكة هنا،مرت الأيام تباعا،والشهور

تباعا،وحالة قتيبة النفسية تزداد سوء،حتى أصابه

الإكتآب الشديد،وذلك الضغط الشديد عليه،وانعدام

الاحتواء والعاطفة،وكل شيء عليه،ولا يعلم لمن يشكي

جعلته في ذلك اليوم الغير متوقع،يسقط على الأرض

مغشيا عليه،ليستيقظ في اليوم التالي وهو في المشفى

مصابا بالشلل النصفي،فأثارت هذه القضية ضجة في

الرأي العام،ووصل ملفها إلى المحكمة،التي أصدرت

قرارا بأن والد قتيبة وزوجته لن يرعيا قتيبة

تحت أي ظرف من الظروف،وغرامة مالية قدرها خمسة

عشر ألف دولار،بسبب ما حدث لهما بسبب،وأيضا

ستتولى الجهات المختصة رعايته والقيام بكل

شؤونه،و محاولة علاجه من هذا الشلل،و

من بعد هذه الحادثة،كبر قتيبة وأصبح طبيبا جراحا

ماهرا، وكان قد شفي تماما من الشلل النصفي ،

كما أصبح فاحش الثراء،ويعتني بوالده الذي هجرته

زوجته صاحبة اللسان السليط لأجل حبيبها،وأصبح

من بعدها فارغ القلب،فاقدا لعقله لشدة عشقه

وحبه لها.

موضوع: رد: أنا إنسان الأربعاء يوليو 17, 2019 7:15 am

‎ _
‎ ______
‎
‎ -
بارك الله فيك
على مجهودك الرائع

لك مني كل شكر وتقدير
بإنتظار جديدك‏‎

موضوع: رد: أنا إنسان الخميس يوليو 18, 2019 2:58 pm

مشكورة اختي الحبيبة

على جهودك الكبيرة والغير محدودة

سلمتي وبتميز دمتي

موضوع: رد: أنا إنسان السبت يوليو 20, 2019 11:09 pm

شكري وامتناني لك على جمالية انتقائك
..
ربي يجزيك الخير ويبارك بجهودك الطيبة

قال عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) :
" العراق جمجمة العرب وكنزالرجال ومادة الامصار ورمح الله في الارض فاطمئنوا فإن رمح الله لا ينكسر "
فليخسئ من يتكلم عن العراق بسوء
___

موضوع: رد: أنا إنسان الخميس أغسطس 01, 2019 10:49 pm

طرح لآمس الجمآل
وتسلل إلى الآعمآق

لــ يسقينآ من روعته مآ يكفي
جمال في كل نآحية

شآكرة لك من القلب
ودام ذوقك ينزف اعذب ما لديه
بين طيات هذه الواحة

في شوق مستمر لجهدك وتميزكـ