حقَّق منتخب ألمانيا، لقب بطولة كأس القارات، لأول مرة في تاريخه، بعدما انتصر على تشيلي (1-0) أمس الأحد، في المباراة النهائية، التي أقيمت على ملعب "كريستوفسكي"، في سان بطرسبرج بروسيا.
وكان منتخب ألمانيا، خارج دائرة المرشحين للفوز باللقب، بعدما قرر يواكيم لوف، المدير الفني للمانشافت، إراحة عناصره الأساسية هذا الصيف، خوفًا عليهم من تلاحم المواسم، وإصابتهم بالإرهاق مع خوض كأس العالم في 2018.
واعتمد لوف، على مجموعة من العناصر الشابة، والوجوه الجديدة خلال البطولة، بهدف التجربة وإيجاد بدائل لتعزيز المنتخب الأساسي.
ولم يكن في حساب لوف نفسه أن يتوج بالبطولة، خاصة وأنه كان من المتحمسين لإلغائها، نظرًا لشعور اللاعبين بالإرهاق، إذ قال في تصريحات سابقة: "لن أكون حزينا على الأرجح لو ألغيت كأس القارات 2021، حصل بعض اللاعبين على الراحة مني، لأني أعتقد أن 3 دورات في 3 أعوام، أمر غير مقبول".
وتغير موقف لوف، تدريجيًا مع بداية البطولة، حيث وصف كأس القارات بالهدية، عشية المباراة الأولى، موضحًا: "كأس القارات بمثابة هدية بالنسبة لي، ستساعدنا على الوصول الى أهدافنا العام المقبل وما بعده، وستساعد على تحسين لاعبينا، لهذا السبب أرى أن كأس القارات مهمة للغاية".
المعجزة
اختار لوف، تشكيلة شابة يبلغ متوسط أعمارها 24 عامًا و4 أشهر، ولا تملك الخبرة الدولية الكافية، إلا أن هذه ليست المعجزة، بل إن الإعجاز كان في اعتماد المدرب الألماني، على 5 تشكيلات مختلفة خلال مباريات البطولة.
وتمتع المنتخب الألماني، ببمرونة خارقة، فمجموعة اللاعبين الذين ذهبوا إلى روسيا غير منسجمين، ولم يلعبوا مع بعضهم من قبل بانتظام، ومع ذلك تمكنوا من تصدر مجموعتهم برصيد 7 نقاط، وبفارق نقطتين عن تشيلي.
كما تمكنوا من اكتساح المكسيك، برباعية مقابل هدف، قبل أن يواجهوا تشيلي مجددًا في النهائي، ويفوزون بهدف نظيف.
ولم يكتف لاعبو الصف الثاني للمانشافت بذلك، بل سيطروا على الجوائز الفردية للبطولة، إذ اختير جوليان دراكسلر، كأفضل لاعب في البطولة، كما فاز تيمو فيرنر بلقب الحذاء الذهبي، كأفضل هداف للبطولة، برصيد 3 أهداف.
هل وقف الحظ مع ألمانيا؟
من الصعب الذهاب في هذا الاتجاه، لأن ألمانيا تمكنت من تحقيق كأس القارات، واستطاع منتخبها للشباب أيضًا، الفوز بكأس الأمم الأوروبية تحت 21 سنة، وهذا أن دل على شيء فهو التخطيط الجيد، وحصد ما زرعه الاتحاد الألماني لكرة القدم، قبل 17 عامًا، من تطوير الكرة والاعتماد على الشباب.
ولا يمكننا تجاهل لوف، الذي يدرب الفريق منذ عام 2006، فهو على دراية تامة باللاعبين الألمان، سواء داخل البوندسليجا أو خارجها، ويملك خبرة كبيرة تجعل من المنتخب الألماني المرشح الأبرز في أي بطولة يشارك فيها.