عوالمنا المفقوده

إن بالإمكان حقاً إسقاط العالم برُمته...!
وخلق عالماً أخر برمُته أيضاً ....مرئياً كهذا ومُعاشاً وحقيقي....وإن بمستوى أبعد وتشكل أخر للماده والأجسام والموجودات ..أو بها ذاتهآ.....!!

في لحظة السهو أو الشرود..أو مايتبدى أنه شروداً فيما هو غير ذالك..!

لآ يعود بإمكان المرء وإن كان موجوداً ومخلوقاً ومزروعاً في هذا البُعد الزماني والمكاني أن يشعر أو يتفاعل أو يتأثر ويؤثر بشي مما حوله...مآ أن يدخل في مجال ( السلهمه والشرود...!! )

ففي ذات اللحظه التي يتمظهر فيها بوجود على أرض مآ هُنآ....يكون مُستغرقاً ومنغرساً بكُليته الحسيه والشعوريه والوجوديه الكامله في مكان وزمان وعالم أخر.....!!!

وربمآ أن حالة الإنفصال _ والإتصال....الوجود _العدم....الحضره_الغياب...في أن واحد وذات ولحظه ...وبعمق ومستوى وكينونه مُعادله ومكافئه لعالمين أو أكثر...في لحظه إلتقائيه وتزامنيه واحده وإن بصورة وجود وتمثل مادي غير متساوي...كبعد جسدي هنا..بعد ضوئي هناك...أثيري في هناك أخر...فكري , نجمي, كوني....و....

إنه قد تكون تلك اللحظه التي يوجد فيها جسد واحد في مكانين أو أكثر في عالم أو عوالم...هي ممآ دفع وألح تساؤلياً وأفتراضياً على بعض العلماء... لنفي العالم...والقول بإن العالم....لآ وجود له...!!!!

وإن ما يُوجد ويخلق عالم مآ أو حقيقه ما أو رؤيه ما..هو الإنتباه والإستغراق فيها وضمنها والسباحه أو الغرق في محيطها وذبذبتها الكونيه..... ولهذا تختلف حيوات الناس, ما يتعايشون معه ويعيشونه ويشعرون به ويمارسونه ويتكلمون من خلاله أو عبره..أختلفت طقوسهم ,أهتماماتهم, أحلامهم, رؤاهم, عقائدهم, إنتماءاتهم وتوجهاتهم وكل شي....إنبثاقاً وإنطلاقاً من أرض ما يستغرقون وينهمكون حياتياً في عيشه وخلقه وبثه في نهاية المطاف في سماواتهم...كعالم حقيقي....!!!

_ عند مشجع كرة قدم..العالم برمته ملعب وهتافات نصر وهتافات عنصريه,حشود جماهيريه ولآفتات وتذاكر ومقاعد وإدرايين ولاعبين وإصابات وإنجازات وكؤوس ومظالم ورشاوي وعرقله ودعم وصحف وتحزبات و...و.....وكرة تُعادل عالم أو هي العالم !!

_ عند موسيقي العالم نغم...! عند مسرحي ..العالم مسرح..! عند عابد...العالم مسجد..! عند عاشق..العالم معشوقه..! عند طفل.....العالم لُعبه....!

إن الانغماس بالكليه في رؤيه مآ وإستغراق الحواس والتي هي المُدركات والموصلات والمخرجات في غرق مآ....يخلق الفلك والمجرات والسماء والأرض والمحيط.... ....ولكل شخص على حده ومجال وبث وذبذبه وصوره...ليخلق عوالم وجوديه حقيقيه عند البعض ووهميه عند البعض الأخر في الوقت نفسه...!!

إلتفاته واحده..! وربمآ غمضة عين...حديث عابر مع شخص من عالم أخر لثواني معدوده..كفيل بطمس معالم عالمك ودحض أسطورية وجوده الحقيقيه والمهمه بالنسبه لك....!!

لتعود عما قليل...
تُلملم شذرات عالمك المتطاير جراء إصطدام في كون عابر أو خارج عن مساره في مسار عالمك ...!!
ووحدها لحظة تداخل كهذه بين العوالم..تجعلك تدرك كم من عالم وكون وفضاء ومجره ودرب وسماء وأرض في المتر المربع الواحد..أو أقل من ذالك أو أكثر..!!
عوالم وكأن قوام بنيانهآ والذي يتبدى ظاهراً ومتيناً وقوياً وحقيقياً وعلى أرض صلبه.... ليس إلآ وهم يتشظى في لحظة غفله وشرود...ويختفي ويتلاشى...!
عالماً...ليس إلآ إنتباهاً وأستغراقاً ..هو مآ أوجده وخلقه ووهبه الأساس والمتانه والقوه والبنيان الوجودي والكوني...!
حينهآ...تتسائل...:
_ مآ العالم..؟
_ ما الذي يتخلق ويتمثل كعالم وحقيقه الآن في ذهنك..وحياتك....؟!
_ مآ عالم بإمكانك خلقه الآن بإستغراق أخر مُماثل ... وبرؤية وصوره وإلتفاته وبث مختلف عن عالمك..؟!

من هم . مثلاً...؟؟!

أنا حقاً في هذا العالم الذي أستغرق فيه والفلك الذي أسبح فيه لآ أعرفهم تماماً....لم أرهم...! أسمع أُناساً ماره وعابرون ومن عوالم أخرى ومدارات أُخرى ربمآ أتيحت لهم رؤية تلك الكائنات والتي بالنسبه لي لآ تتعدى كونهآ أشباح أو مخلوقات من الفضاء..يقولون أنهم يقتلون وينحرون و....وأشياء كثيره....بدت لي خرافه...ولهم حقيقه ظاهره وملموسه....وكلنآ في ظاهر الأمر...على أرض واحده...لكن لكل منآ فلك ومدار وعالم وفضاء وسماء...تختلف فيما تبث وفيما تورد وفيما يصدر وينتج من مشاعر وأحاسيس وحقائق وصور وحياه عن حركتها ومدارها وأشعاعاتهآ المحيطه والمنبعثه....!!
فيمآ أعرف في قرارة نفسي..أن إستغراقاً أو إلتفاته بسيطه وبسيطه جداً لـ . تلك....تخلقهم وتوجدهم وسأراهم حقاً...!
أيمآ صوره...حياه....سماء...تستغرق فيهآ...تخلقهآ وتوجدهآ تلقائياً وتشعر بهآ وتلامسهآ كـ حقيقه وظاهر ووجود...!!
ليس من ثمة عالم حقيقي ...!
ثمة أفلاك ...وكُلٌ في فلك يسبحون....!
ثمة محطات ومدارات وبث لوجود العالم أو توهمه.... !!
وثمة ما قد يبدو عالماً حقيقاً لذوات هو عوالمنا المفقوده لأخرون وأخرون وأخرون....!!