كانَتِ الدُّنيا مَراحاً مُخصِباً
أخضرَ الأعطافِ باهِي القسَماتْ
وغيوماً من لجينٍ ضاحكٍ
يلثمُ الأرضَ بعذب القَطراتْ
وشموساً يافعاتٍ في الضحى
وبدوراً في الليالي الحالكاتْ
ونجوماً راقصاتٍ في المَدى
تفثأُ الليلَ بتلكَ البَسَماتْ
وزهوراً باسماتٍ بالندى
في صباحٍ والهٍ بالنسماتْ
وطيوراً تنتشي في غصنها
بدِنانٍ من خمورِ الزقزقاتْ
كان عرساً عنبريًّا فاتناً
تُسبلُ الأشواقُ منه العَبَراتْ
رحلَ اللونُ سريعاً تاركاً
أنفُساً حُبلى بشتى الحسراتْ
وتمطَّى في البقايا أبيضٌ
عابسٌ فيها، حديدُ النظراتْ
فكسا من فوقِ رأسي مفرقاً
ناسجاً تحتيَ أثوابَ المماتْ