شاقني - حين غرَّدا - بلبلانِ
وهما بالخوالد الصادحانِ
مشرقيٌّ ومغربيٌّ تلاقى
فيهما الدين ثم سِحرُ البيانِ
ثم أعلاهما الودادُ المصفى
وسجايا الإيثارِ والإحسانِ
♦ ♦ ♦
راعني إذ رأيته الأمراني
ثم كالرأد راعني المشهدانيِ
من مزايا عليهما طاهراتٍ
وخصال مثل الربيع حسانِ
حسنُ خَلْقٍ يزينُه حسنُ خُلْقٍ
وهما السعد حين يجتمعانِ
وسريُّ البيان صاغاه عذباً
فهو رِيٌّ للظامئ الحرانِ
يعرُبيٌّ نسيجُهُ بُحتُريٌّ
حلبي ومغربي دعاني
أن أصخْ لي فكان ذَوبَ شهاد
من يد بَرّةٍ وقلبٍ حاني
كلما طاب لي حبتني بودٍّ
من جدَاهُ عينان نضاختانِ
وعليه فُحولة المتنبي
ونبوغ الرضيِّ والذُّبياني
وعليه من المجادة تاجٌ
ومن الهدي خالصاً تاجانِ
♦ ♦ ♦
يا وقى اللهُ وجدة أسكنتهم
مقلتيها وفي الضلوع الحواني
ليتني ألتقيهما في رُباها
شائقاً يحتفي به شائقانِ
♦ ♦ ♦
أيها البلبلان جئت حفيّاً
أخطب الودَّ منكما فاقبلاني
واسقياني منه دهاقاً تكن لي
خيرَ زادٍ في المغربِ المزيانِ