عندما تغضب الحروف

وتغضب الحروف ؟!!
نعم تغضب حين تستخدم في غير بغيتها
منذ أن تعلمت مصادقة القلم أخلصت له فوهبني سرها
فأصبحت أرسم بالحب والأمل والصدق والوفاء حروفا تتلألأ
فإذا بها تُقدم ولاؤها لمن رسمها بصبر وتواضع
وخوف أن لا تكسر فهي المصدقة في نظره وهي
الرسول المبلغ عنه
كنت أتوج بها الأسطر وأجعل الورقة تتفنن في إحتضانها
منذ ذلك الوقت عرفت أن الحروف تمارس دور المنقذ لمن أجاد إحتوائها
فهي التي تستل الألم من كاتبها وتمنحه راحة البال
وتوسع له آفاقاً وأحلاماً وسُبلاً للتعايش في الحياة
كانت تتوالف الكلمات بقرب بعضها تكاتفاً لتزرع
البهجة
وكنت أرى في تقاربها عناقاً حاراً
يبث حرارته على الأسطر حتى تكاد زرقتها تختفي
ولعا ًبهكذا وجد
كنتُ قد رأيت حروف تبكي وتتوسل
ولكني لم أرى كاليوم حروف تتوجع
وتتوعد وتصرخ أن خلصوني ممن كتبني!!

أراق ماء وجهي
يستهوي رصفي دونما حساب
يسعى لبغية يختزلها
تُعريه مواقف أحادية تهدم بناؤه أرضاً
وإن نال سخط الباقين !!
حروف تكره بعضها متشابكة …أكاد أسمعها …
تئن تحت وطأت نصل قلمه !!
لسان حالها يقول …يجعلني أنزف كرامتي
وأستبيح الاستخفاف بقلوب وعقول من يقرؤن
ما كان يُظن أنه عناقاً بين الحروف في تشابكها عنده
رأيته تسوراً على معاني النفاق والتنسك في غير محراب
درر كلماتي التي منحتها …وبادلتني حباً وولاء
تتناثر بين قناصتها …وتبوح إرهابا وزمجرة
نحو وجهٍ كالحٍ ليته تولى وترك المحابر !
وليتها فقدت من بين يديه شفافيات القلوب
حتى لا يصيبها ألم من تجوالها بين خلاياه المكفهرة
(المتسيدة على عرش عاطفتي) نبض لاح في أفق المساء
(وأنت مولاتي وهن لك جواري )
نبض آخر انطلق من ذات المحابر
(وأنتِ أنتِ لكل عابرة على مساحات وأروقة فؤاده)
أضحكتني كثيرا وتيقنت أنه ممن إذا حدث(….)
وتلك مجالس الهوى تحف بك آناء الليل