أواهِ يا حُلمي الذي نسجَتْ عليهِ العنكبوتْ
أواهِ يا وجعَ البيوتْ
أواهِ يا عبقَ البيوتِ
وحدي إذَنْ، وحدي إذَنْ، وحدي وقافيتي أموتْ
♦ ♦ ♦
جرحي وجرحُكَ توأمانْ
يا أيُّها الجسدُ الذي نهشتْهُ أغربةُ الزمانْ
يا أيُّها الجسدُ المضرَّجُ بالفجيعةِ والمسوَّرِ بالرهانِ
ألأجلِ أنَّكَ تعشقُ الشمسَ الحبيبةَ
تعشقُ الأشجارَ واقفةً...
يغوصُ بكَ السِّنانْ!؟
♦ ♦ ♦
من أينَ أحضنُ رقصةَ الأمواجِ... عزْفَ الريحِ...
موقدَنا المجمِّرَ بالشتاءْ
مِن أينَ أحتضنُ النجومَ ألـمُّها بعدَ العشاءْ
وأحاورُ الأشجارَ في بلدي... وأقطفُ ما أشاءْ...
من ذا يضمِّدُنا
وأينَ هما اليدانْ؟
رحلَتْ عصافيرُ السماءِ... وجفَّ نهرُ الأقحوانْ
مَن ذا يعيدُ براءةَ الأطفالِ...
صبوتَهم إلى زمنِ الحنانْ؟
مَن ذا يضيءُ لنا المراكبَ كي نشدَّ لها العنانْ؟
سقطَ المضرجُ فوقَ مسرحِنا
وفُضَّ المهرجانْ...
♦ ♦ ♦
بالأمسِ كانَ لنا مداراتٌ
وكانَ لنا نسورْ
بالأمسِ كنَّا نغزلُ الأحلامَ
نرقصُها على شفَةِ العبورْ
ونعانقُ التربَ المعطَّرَ... تستحمُ بهِ البذورْ
بالأمسِ كنَّا نطلقُ البسماتِ
نرحلُ في سماءِ اللَّهِ، نسطعُ كالبدورْ!
ماذا أقولُ اليومَ يا ولدي
وهأنذا على كتِفِ الطريقْ
كالسنديانةِ بعدَما اجتُثَتْ وشبَّ بها الحريقْ
لا جذرُها باقٍ ولا غصنُ وريقْ...
وأنا على نفْسي أدورْ...
متشبثاً بدمي الذي نشقَتْهُ أغربةُ الطيورْ...
ماذا أقولُ وما أحورْ
أواهِ ما أقسى الخناجرَ في الظهورْ
♦ ♦ ♦
ستشبُّ يا ولدي غداً
ستقولُ كانَ لنا زمانْ
ستقولُ ضاعَ بنا المكانْ
ستندُّ من شفتيكَ قافيةٌ...
وتشرقُ دمعتانْ
ستقولُ ما قالتْهُ راويةُ المساءْ
عن فارسٍ حملَ اللواءْ
وجرى بهِ في وقدةِ الصحراءِ والدمِ والعَناءْ
حتَّى إذا ما اشتدَّ ساعدُهُ وخاضَ الموجَ... واكتملَ الحِداءْ
حتَّى إذا ما قبَّلَتْ عينيهِ سيدةُ النساءْ
وثبُوا عليه وأَثخَنُوهُ مدىً وأوسمةَ الإخاءْ!
فهوى تعفِّرُهُ الدماءْ
لكنَّما بقيَ اللواءْ
كالنسْرِ مرتعشاً يضجُّ به الإباءْ
أخذتْهُ كفٌّ مِن نزيفِ الجرحِ حمرتُها...
ومِن رَحِمِ الفِداءْ...!!