كتبتُ حروفَ التسامي بعَزمي
ولَم أتهيَّب عظيمَ البلاءِ
جعلتُ اعتمادي على اللهِ ربِّي
فخُضتُ المسالكَ دونَ عنائي
• • •
لَئن غابَتِ الشمسُ عن ذي الحياةِ
وأظلمَ حَوليَ كلُّ الثَّرى
فلستُ أبالي لأنَّ يَقيني
بعَودِ ضياءٍ يسرُّ الوَرى
• • •
هوَ اللهُ بشَّرَ أَنصارَهُ
إذا هُمُ قاموا بهَديِ الرسولِ
بأن يَستعيدوا اعتزازاً لَهمْ
ومجداً ونوراً وبُشرى قَبولِ
• • •
صباحٌ مِن البِشرِ عمَّ النواحي
وأشرقَ حتى استباحَ اجتياحي
فما انزاحَ إلاَّ اكتسى منهُ جَمعي
بثوبِ انفراجٍ وبُشرى صَلاحِ
فعظَّمتُ ربي بحَمدي وشُكري
وأَثنَيتُ من بعدِ دفءِ انشِراحي
• • •
يُوحِّدُ عقلي وقَلبي الإلهُ
ويشهدُ أنَّهُ بوحُ رجاهُ
لئن ضقتُ يوماً ببعضِ بَلاهُ
أُوافي إليهِ أريدُ نَداهُ
أقولُ أجِرنيَ واكشف كُروبي
- إلهي - وجنِّب فؤادي هواهُ
• • •
حَلَمتُ بإقبالِ يوم انفراجٍ
فقيلَ: وكيف ولَم تتَّقِ؟!
فقلتُ: إلهي، وأنتَ الذي
قضيتَ فرُحماكَ فِيما بَقي
لئن كنتُ ممن سُقيتُ العناءَ
فإن مدادكَ لي كم يَقي
فهَبني فُيوضاتِ غيبٍ مُهابٍ
تزيلُ عناء أذًى مطبقِ
• • •
وبفيضِ رحماكَ استقمت على الهدى
وطفقتُ أنشر نوركَ المتوقِّدا
لما أنرتَ القلبَ مني لم أجِد
إلاكَ مَن يهدي إليَّ المَوردا
فوَردتهُ فإذا الشواهدُ جمَّةٌ
توحي بغيبٍ عزَّ عن أنْ يُشهَدا
لكِن بدَت آثارهُ فعرفتُ أنَّ
كَ ملهمي لأصوغَ ألوانَ الهدى
فلئن سموتَ وما رأيتُكَ جهرةً
فامنح سناكَ إلى الفؤادِ ليَرشدا
هيهاتَ تخفى عن فؤادِ موحِّدٍ
يكفيهِ حظًّا منك ما إن يَسجُدا