أراكَ غدوتَ نَهْبًا في هَواها
وبتَّ وكلُّ ما تَرجو: لِقاها
وتُسْخِطُ كلَّ مَنْ يَحبُوكَ نُصْحًا
لتبلُغَ بسمةً تَعني رِضاها
لقد قيَّدتَ نفسَكَ أيَّ قيدٍ
كأنَّ اللهَ لم يَخْلُقْ سِواها
لعَمري إنَّ في الدنيا لشُغلًا
فما لكَ لستَ تُبْصِرُ ما عَدَاها؟
أصِخْ للنُّصْحِ وانأْ عنِ الأماني
أيَحْمِلُ قلبُكَ المحزونُ آها؟
ونفسُكَ إنْ تمادتْ فَالْهُ عنها
وعلِّمْها: السعادةَ في نَواها
ستَعلمُ إنْ رسَا شوقٌ وضَجَّتْ
خواطرُهُ برُوحِك ما وَراها
جنيتَ من السَّوابقِ كلَّ ظُلٍم
فهل أُنْسِيتَ يَوْمَك ما جَناها؟
ضلالاتٌ مُنى الأحبابِ زُورٌ
ورُشْدُكَ أنْ تَغُضَّ فلا تَراها
مضى العشاقُ قبلَكَ لم يُراعوا
لذي نُصْحٍ مقالاتٍ مَتاها
أضاعوا في الهوى عمْرًا ودُنيا
فما ملأوا سوى حُزْنٍ مَداها
فهل علِمَ المُعذَّبُ أيَّ غَبْنٍ
سيُدْرِكُهُ إذا هُوَ ما اشْتراها؟
فعُدْ للهِ إنَّ لديهِ نُورًا
سيَكْشِفُ عن حياتِك ما عَراها
هو المَلِكُ الذي ما خابَ عبدٌ
أتى أبوابَهُ ورَجَا نَداها
إذا ما اشتدَّتِ الأوجاعُ يومًا
وناداهُ الفؤادُ بدا شِفاها