الآنَ لا القولُ يَشفيني ولا عَتبي
إذْ هَيَّجَ الغِلُّ ما قدْ غارَ في الحِقَبِ
وأَوقدَ الثَّأْرُ نارًا قيلَ قدْ خَمَدتْ
وأَشعلَ الجهلُ ما أطفأْتُ بالأَدبِ
إنْ جاوزَ الذَّنبُ مَنْ قَبْلي لعائلةٍ
فالآنَ جاوَزها ذنبي إلى الَّلقَبِ!
حَربُ البسوسِ بها ما زلتُ متَّهمًا
مِنْ أينَ لي دِيَةٌ للنُّوقِ.. للعَربِ؟
هلْ دوِّنَ الحِقدُ أمْ كانتْ مشافهةً
أم يورثُ الحِقدُ منسوخًا عنِ الكُتُبِ؟!
يُحرِّكُ العِرْقُ ناسًا كنتُ أحسَبُهمْ
ما هم من النَّاسِ حتَّى ساعةَ الغضَبِ
كلُّ العَجائبِ قد صدَّقتُها، وأنا
أدنى إلى النَّفيِّ، أو أدنى إلى العَجبِ!
ما كنتُ أعرفُ أنَّ الثَّأْرَ في دمهِمْ
ما كانَ للقُدسِ أو ما كانَ للقُبَبِ
ثاراتُهمْ أُخِذتْ منَّا ومنْ دمنا
أودَتْ بنا حُججٌ تنسلُّ من كَذبِ
ما كنتُ أعرفُ أنَّ السِّلمَ مثلبةٌ
في الدِّينِ، أو قد يكونُ الأصلُ في الشُّعَبِ
يُحَذِّرونَ جميعَ النَّاسِ من فتنٍ
يُحذِّرونَ وهم للنَّارِ كالحَطبِ
ويرفعونَ أَكفَّ السُّؤْلِ تَحسَبهمْ
هُمُ التُّقاةُ، وهُمْ في أوطأِ الرُّتَبِ
الآنَ لا القولُ يشفيني ولا عَتبي
داسَ الغباءُ على حِسِّي، على عَصَبي
وأسكتَ الشِّعرَ، كمْ نمَّقْتُهُ طربًا
لولا يدٌ خَنَقتْ في غَفلةٍ طَربي