في هالةِ النورِ حولَ البدر مُؤْتَلَفُ
تهفو إلى رَحْبهِ الأرواح مُذ ألِفوا
فَكُّوا القيود وجابوا في الهوى أفُقاً
يعتادهُ كلُّ مَنْ قد شفَّه الدَّنَفُ
قد طاب بالأُنسِ حتى فاح في وهَجٍ
خلعُ العِذارِ على أعتابه شرَفُ
سُلافهم من صفاء المُزنِ مُعْتَصَر
واللطفُ في الكأس نورٌ ثَمَّ يُغْتَرَفُ
تلك الأهازيج من تسبيحهم نَغَمٌ
ينساب في الكون إجلالاً فيرتجفُ
في هِزَّة وَجْدُها التوحيد مبتهجاً
يَزينهُ وَجَلٌ بالحبِّ مؤتلِفُ
تحفُّهم نَفَحاتُ القدس حانيةً
ترى الملائكَ في ناديهمُ وقَفوا
نورُ المباهاة يغشى كلَّ مبتهلٍ
ووابلُ العفو يمحو كلَّ ما اقتَرفوا
وللسكينة في إظلالهم نُسُكٌ
تُهدي الإفاضة مسكاً عندما انصرفوا
آبوا ملبِّينَ في ممشاهم سُرُجٌ
تَهدي بتلبيةِ الداعي الذي عَرفوا
ما زال في سمعهم صوتٌ له خَشَعوا
وبات يحدوهمُ شوقٌ به شُغِفوا
في منبع النورِ حيث الدَّحْوُ منه بدَا
طاف المحبونَ حول البدرِ وائتلَفوا