إلى وجهِ الحبيبة هل تَتوقُ
وقد رحَلَ الشَّبابُ؟ أما تُفيقُ؟!
لقد فارقتَها عشرينَ عامًا
وأنتَ لوجهِها أبدًا مَشُوق؟!
ألَم تَنسَ الهوى يومًا؟ أتَبقى
يُذكِّرُك الهوى قلبٌ خَفُوقُ؟
أتَأسى حينَ تذكُرها وحيدًا
ووجهُكَ باسِمٌ فينا طليقُ؟
وتبقى واثقًا بالعَوْدِ يومًا
وهل أجْدَاك في يومٍ وُثوقُ؟
ألَم يمُتِ الحنينُ مع اللَّيالي
وطبعُ الموتِ بالدنيا لَصيقُ؟
رُويدك، قد هرِمتَ، وأنتَ تَرجو
لقاءً، ما لِموعدهِ طريقُ
أتَبقى في هوى حلَبٍ شغوفًا
ولو صَدَّتْ، ويُرضيكَ العُقوقُ؟!
♦ ♦ ♦
كذا قال العَذولُ، ورُبَّ قولٍ
يُسيءُ، ورُبَّ قولٍ لا يروقُ
نعم، إنِّي أحِنُّ إلى رُباها
وبي من بُعْدِها كربٌ وضيقُ
أأَنساها؟ محالٌ، كيف أَنسى
صبايَ هناك، إنِّي لا أُطيقُ
رضعتُ حلاوةَ الإيمانِ فيها
وغذَّى مُهجتي المجدُ العريقُ
ربيعٌ مرَّ بي فيها أنيقٌ
تعقَّبَ حُسنَهُ الزَّاهي حريقُ
وجاس خلالَها، من غيرِ ذنبٍ
جنَتْهُ، الموتُ والرعبُ الصَّفيقُ
وشرَّدَنا "الرفاقُ"، بكلِّ أرضٍ
ولم يرفُقْ بنا يومًا "رفيقُ"
♦ ♦ ♦
دعُونا من زمانٍ ليس فيهِ
منَ الذِّكرى جَمالٌ أو رحيقُ
فإنَّ اللهَ بالماضي عليمٌ
وعندَ اللهِ ميزانٌ صدوقُ
نحبُّ بلادَنا، ولنا عليها
حقوقٌ، والبلادُ لها حقوقُ
فيا حلَبُ اعتُبي أو فاعذِرينا
إذا غِبنا، ولُومي مَن يعوقُ
وإن قُلنا: نحبُّكِ صدِّقينا
فنحنُ الأهلُ، أهلُكِ، والصديقُ
ليالي الغربةِ الظَّلماءِ طالَت
أعيْبٌ أن نقولَ: متى الشُّروقُ؟!