| أحدث اكتشاف علمي يؤكد أن النباتات تصدر ذبذبات صوتية مثل البشر وتتواصل مع بعضها... سبحان الله! دعونا نتأمل هذا الاكتشاف الرائع... |
القرآن كتاب علوم
حاول بعض المشككين السخرية من المسلمين واعتقاداتهم بأن كل شيء تسبح الله تعالى ومنها النباتات التي تصدر ذبذبات صوتية وتتحدث مع بعضها وتسبح بحمد ربها...
ومن المسلمين من انتقد إعجاز القرآن العلمي بحجة أن القرآن لم ينزل ليكون كتاب فيزياء أو علم نبات أو علم فلك... بل كتاب هداية، وسبب ذلك ضعف الإيمان بهذا الكتاب العظيم، وحسب تجربتي مع القرآن فإنني أعتقد بأنه ليس مجرد كتاب علم أو فيه إشارات علمية، بل هو أكبر من ذلك إنه يتفوق على العلم وفيه من العلوم ما يعجز البشر عن إدراكه.
والمشكلة أيها الأحبة ليست في القرآن بل في العلم! لأن العلماء لم يكتشفوا كل أسرار الكون، إنما اكتشفوا جزءاً صغيراً فقط، ولذلك عندما نعجز عن فهم آية تتضمن حقيقة علمية فينبغي أن ننتظر حتى يكتشف العلماء أسراراً جديدة حول هذه الحقيقة لنتمكن من فهم الآية فهماً صحيحاً.
كلنا يعلم معجزة النبي الكريم لذلك الجذع الذي حنّ لرسول الله وأصدر أنيناً يدل على حزنه لفراق الحبيب الأعظم صلى الله عليه وسلم. وكلما يعلم ما جاء في القرآن حول تسبيح المخلوقات بحمد الله في قوله تعالى: (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا) [الإسراء: 44]. والنبات هو مخلوق يتكلم كلاماً حقيقياً ويسبح بحمد الله عز وجل .
نبات يتحدث لرفاقه
دعونا الآن نتأمل هذا الاكتشاف العلمي الذي عرض لأول مرة في عام 2012 ، حيث يحاول العلماء في جامعة Western Australia دراسة ظاهرة غريبة حول إصدار النبات للترددات الصوتية وتأثره بالأصوات البشرية. ويسمون هذا العلم ب Bioacoustics فقد توصل العلماء إلى الدليل الأول حول إطلاق النباتات لثرثرة ثابتة تتواصل مع بعضها بواسطة الصوت الذي لا يمكن للإنسان أن يسمعه ويحتاج لأجهزة عالية الدقة لتسجيله.
لقد كشف العلماء أساليب متنوعة للاتصال في عالم النبات مثل الأسلوب الكيميائي والأسلوب الضوئي والكهرطيسي. فالنباتات تصدر ذبذبات كهرطيسية وكذلك تتأثر بالضوء وتصدر غازات كرد فعل وتحذير لبقية النباتات عند التعرض للخطر.
هناك نوع من النبات (النبات الناعس) حساس لأي حركة فعندما يتم لمس أي جزء من أجزائه تنطوي بقية أوراقه على الفور، وهذا يدل على تأثر النبات بالحركة واللمس والتنسيق فيما بينه. ويعتبر العلماء ذلك دليلاً على أن النبات يشعر ويفكر وله رد فعل!
ولكن الدراسة الجديدة المنشورة في مجلة "اتجاهات في علم النبات" 2012 وجدت أن النبات يستخدم الصوت للتواصل مع بقية النباتات. بل ويتأثر بالأصوات أيضاً. ويتوقع العلماء أن الصوت يلعب دوراً مهماً في حياة النبات وفي نموه وتطوره.
فقد لاحظت بعض الأبحاث أن نمو النبات يزداد عندما يتعرض لترددات صوتية محددة، وفي بحث آخر تبين أن جذور النبات تتجه باتجاه صوت محدد أثناء نموها... وهكذا يؤكد العلماء أن النبات مثل البشر كائن حي وذكي يتحدث ويشعر ويتألم....
التجربة تمت على جذور النبات ووجدت أن هذه الجذور تطلق اهتزازات أو ذبذبات صوتية بحدود 200-220 هرتز. هذه الترددات تعتبر ضمن حدود سمع الإنسان أي أن الإنسان قادر على سماعها ولكنه لا يستطيع ذلك لأن شدتها ضئيلة جداً وتحتاج لأجهزة تكبير قوية وهذا ما فعله العلماء. (المرجع: مجلة اتجاهات في علم النبات 2012).
النبات يحذّر يتألم يتعاون يشعر...
سبحان الله! هل تتصور عزيزي القارئ أن النبات يقدم خدمة لرفاقه ويتعاون معهم وينذرهم بأن هناك خطر ما قادم ليأخذوا حذرهم!! فقد تبين في هذه التجربة أن نبات الملفوف يحذر بقية النباتات من المخاطر (مثل اليرقة الشرهة لأوراق الملفوف) باستخدام الصوت. واعتبر العلماء أن هذه الترددات الصوتية بمثابة كلام للنبات. حيث تبين لهم أن النباتات القريبة التي "سمعت" هذا الإنذار أطلقت مادة سامة لإبعاد اليرقة عنها... سبحان الله!
إن هذا التعاون والتضحية في عالم النبات يقدم لنا نحن البشر مثلاً نقتدي به، إن النبات كريم مع رفاقه يقدم لهم هذه الخدمة المجانية دون مقابل.... سبحان الله، لقد وصف الله النبات بأنه كريم قبل أربعة عشر قرناً... يقول عز وجل: (وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ) [لقمان: 10].
حسب هذا البحث وغيره من الدراسات العلمية فإن النبات يشعر بالسعادة لتعاونه مع الآخرين من النباتات، ويبتهج عندما يحقق السعادة والنجاة لهم من المخاطر، وسبحان الله، وصف الله النبات بأنه بهيج في قوله تعالى: (وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ) [ق: 7]، فهو يبتهج من جهة ويثير البهجة في النفوس من جهة ثانية، حيث أثبتت دراسات حديثة أن اللون الأخضر يعالج الاكتئاب... سبحان الله!
وأخيراً أحبتي .. إن اكتشاف العلماء لهذه الذبذبات الصوتية النباتية تدل على النبات يتحدث، وبعد هذا الاكتشاف لا نستغرب معجزة كلام النبات مع النبي الكريم، وحنين جذع الشجرة له، ولا نستغرب تسبيح هذه النباتات بحمد ربها: (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ) [الإسراء: 44]. ولا نستغرب عبادة الشجر وسجوده للخالق تبارك وتعالى: (وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ) [الرحمن: 6].
ولا نملك إلا أن نقول... سبحان الله!
ــــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل