ودعتُ صحبيَ والفؤاد عميد وبُرغم قلبيَ، فالهيام يزيد
يا موطناً ما كان أندى ظله والماء يجري والفؤاد سعيد!
في كل طرفة ناظر حسنٌ بدا ملَك النفوس فليس عنه تحيد
هذي حماة بدت جهاراً شامةً في خد روضيَ والبهاء تليد
نور، وهذا الليل سحرٌ غامر فالروح نشوى والوجود نشيد
نجوى وما في الكون حب صامت أوتار قلبي لحنهن فريد
تذكار أيامي بروض عامر والآن يذوي والضياء طريد
زحفت أفاعي السُّم في ليل غدا المذاق وذا الأمان شريد
يا رب يفري مهجتي ألم النوى فقدُ الأحبة، ينتهي ويعود
لله أحبابي.غدا تذكارهم لهبَ الحنين يعود فهو جديد
ودعت منهم أنجماً في روضة حمراء توحي بالدماء تجود
هذي الطيوف الحمر توقظ أعيناً وسنى حيارى في الظلال ترود
يا صاعدين إلى الجنان تحية طيف الفداء ولحنكم تغريد
حببتمُ للنفس جرعة وِردكم صوت الوجود بذا الفخار يشيد
صرح من الإيمان ينهض بالقنا فالحق ينشد، والرصاص يعيد
يا ليل كم غصص تجرع بالأسى! بل كم شهيد والوجود شهود!
يا ليل كم من أدمع مهراقة! بل كم يتيم! والنفوس رقود
حرك لواعجهم، وأوقد نارهم عل الحياة لهؤلاء تعود
وغدت دموع الليل حَرى جمرة تبكي النيام، فشأنهم تفنيد
وتبسم النجم الحزين بَشاشةً وتلا حروفاً قالهن شهيد:
الله ما أقسى الحياة بذلة! درب الشهادة صاعد ورشيد
ودماؤنا نور لأجيال الورى فالنور يسطع والظلام يبيد
أضرمت ناري في دجاي ومهجتي نار كهذي النار أو لتزيد