أَيُّ صَوْتٍ عَلَى ضَجِيجِ السِّلاحِ
أَيُّ دَمْعٍ عَلَى نَزِيفِ الجِرَاحِ
نَظَرَاتٌ إِلَى جَحِيمِ الرَّزَايَا
بَيْنَ سَفْكِ الدِّمَا وَطَعْنِ الرِّمَاحِ
نَدْبُ شَيْخٍ أَمْ دَمْعَةٌ لِحَنُونٍ
زَادَهَا اللَّيْلُ نِقْمَةً فِي الصَّبَاحِ
وَعَلَى الدَّرْبِ ضَيَّعَ الأُمَّ طِفْلٌ
صَاحَ (مَامَا) وَمَا دَرَتْ بِالصِّيَاحِ
هَتَكُوا عِرْضَهَا بِسِجْنٍ رَهِيبٍ
فَجَرَتْ لَيْلَهُ بِطُولِ النُّوَاحِ
وَبَنَاتٍ عَلَى الأَذَى صَابِرَاتٍ
عَرَّضُوهُنَّ لِلشَّقَا وَالسِّفَاحِ
هَذِهِ وَأْدُهَا حَلالٌ وَهَذِي
هَتْكُهَا مَطْمَعٌ لِكُفْرٍ صُرَاحِ
وَشَبَابٍ مُجَنْدَلٍ فِي قُيُودٍ
فِي السَّرَادِيبِ مَا لَهُ مِنْ بَرَاحِ
♦ ♦ ♦ ♦ ♦
يَا شَهِيدَ الإِسْلامِ فِي كُلِّ أَرْضٍ
نَدَبَتْكَ الشِّيشَانُ مِنْ كُلِّ سَاحِ
أَعْمَلَ الرُّوسُ حِقْدَهُمْ فِي بِلادٍ
تَزْرَعُ المَوْتَ فِي طَرِيقِ الكِفَاحِ
حَسِبَ الكُفْرُ أَنْ سَيَمْحُو عِبَادًا
وَحَّدُوا اللهَ فَالِقَ الإِصْبَاحِ
لا وَرَبِّي مَا أَفْلَحَ الكُفْرُ يَوْمًا
نَحْنُ أَهْلُ الإِبَا وَأَهْلُ الفَلاحِ
إِنَّ مَحْضَ الإِيمَانِ أَقْوَى سِلاحٍ
لا نُبَالِي بِالرُّوسِ أَوْ بِالسِّلاحِ
أَيُّهَا النَّاعِقُونَ بِالسِّلْمِ زُورًا
لَيْسَ يَبْنِي السَّلامَ عَرْضُ اقْتِرَاحِ
كَمْ عَرَضْتُمْ مِنْ فِرْيَةٍ لِسَلامٍ
نَشَرَتْهُ وَسَائِلُ الإِفْصَاحِ
لَكِنِ اغْتَالَهُ ظَلامٌ وَظُلْمٌ
وَخِصَامٌ مُهَدَّدٌ بِاجْتِيَاحِ
أَيُّ وَعْدٍ لَكُمْ يُحَقِّقُ عَدْلاً
وَعْدُ (بِلْفُورَ) قَيْصَرِيٌّ إِبَاحِي
وَعْدُكُمْ بِالسَّلامِ يُمْلِي صِرَاعًا
أَبْعَدَ الصُّلْحَ مُنْكِرًا لِلصَّلاحِ
مُهْدِرًا لِلحُقُوقِ يَمْشِي حَثِيثًا
مُسْتَبِدًّا وَمُوغِلاً فِي الجِمَاحِ
♦ ♦ ♦ ♦ ♦
أَيُّهَا المُسْلِمُونَ فِي كُلِّ أَرْضٍ
إِنَّ حَرْبَ الكَلامِ عَصْفُ الرِّيَاحِ
كَمْ تَغَنَّتْ قَصِيدَةٌ بِجِهَادٍ
بَيْنَ رَجْعِ الصَّدَى وَلَحْنِ الصُّدَاحِ
كَمْ عَلا مِنْبَرٌ بِصَوْتِ خَطِيبٍ
يَشْتَكِي مِنْ خَسَائِرِ الأَرْوَاحِ
حَرْبُنَا لِلعَدُوِّ مُؤْتَمَرَاتٌ
وَقَرَارٌ يَتْلُوهُ حَفْلُ افْتِتَاحِ
وَوُقُوفٌ عَلَى الطَّرِيقِ يُنَادِي
بِتَرَجِّي تَبَرُّعٍ مِلْحَاحِ
وَالطَّوَاغِيتُ حَرْبُهَا تَتَلَظَّى
بِالمَآسِي فِي غَدْوَةٍ وَرَوَاحِ
رَبِّ مَنْ لِلسَّلامِ مَنْ لِليَتَامَى
وَدُمُوعِ الأَسَى وَسَبْيِ المِلاحِ
رَبِّ أَنْتَ القَوِيُّ فَانْصُرْ عِبَادًا
جَأَرُوا بِالدُّعَا وَنَدْبِ الجِرَاحِ