هل الإنسان أصبح عملة نادرة .. ؟

السلام عليكم

هل الإنسان أصبح عملة نادرة .. ؟

لا تستغربوا العنوان

في هذا الزمن الذي أصبح للكلمة الف لون , وللوجوه ألف قــناع

وأصبح الإنسان يتلون حسب الظرف وحسب الموقف .

أصبحت الريبة والشك تحوم في عقل الإنسان .. أحياناً يشك حتى في

نفســـه ومقدرتها على مواجهة الحياة ..

ربما يعزى ذلك إلى العالم المفتوح الذي أصبح كــ القرية الصغيره .. ولكنه

لن يكون الشماعة التي نعلق عليها كل سلبيات الحياة وتغير نفوس البشر

الصدق والصراحة في هذا الزمن أصبحت جريمة تعاقب عليها من الآخرين

لأنهم يشكون بصدقك وصراحتك لأنهم لم يتعودوا إلا على كلمات منمقه

خادعه ولكنهم يقبلونها مع أنهم في دواخلهم يعلمون ذلك ولكن مثل

النعام الذي يدس راسه بالرمال خوفاً من أن يراه البشر مع أن جسمه كله

بالعراء . إذا اردت أن تعيش ساير الناس حسب أهوائهم فتصبح حبيب

الجميع ..!!!! هل هذه مقولة عاقل كيف اسايرهم وأنا أعلم أن هذا ليس

صحيحاً . لقد أصبح في هذا الزمن (( زمن العجائب )) المراوغ هو من يأخذ

حقة بل يحبه الطرف الآخر , ويصبح عنتر زمانه وهي عبلة زمانها مع أن

الأثنين من البداية بنوا أوهامهم على اساس هش وكذبوا وصدقوا كذبتهم

وفي لحظة من اللحظات تكتشف أو لنقل ترفع القناع الذي غطى العيون

فإذا به أو بها يعيش وهم ويعيش الخديعة ويعيش الكذب .. فيمتلء قهراً

وشكاً وريبة بكل من حولة . وإذا لم يكن صاحب تجربة مـرّه فإن ما يسمعه

من قصص الخداع والفضائح يجعلة يفقد المصداقية حتى مع نفســـه فلا

يصدق شيئاً ولا يقبل حتى أن تصراحه أو تصدق معه , لأنه تعود على سماع

إسطوانة الصادق والمستقيم لا يعرف لحنها أو دندنتها . لأنها إسطوانة

اللعب على الحبلين كما يقولون . فإذا كنت من ذلك النوع فسوف ترى

طوابير من المعجبين يصفقون لك , أما أنت ايه الإنسان فــ زمانك قد أكل

عليه الدهر وشرب وأصبحت عملة نادره في هذا الزمن الأغبر ..

لذلك لا تحاول أن تقدم ورودك اليانعه وقلبك الأبيض وصدقك الذي أرضعته

لك أمك مع لبنها .. لأنك سوف تجد نفسك بالأخير تسير لوحدك

وتتكلم وتقسم أغلظ الإيمان أنك صادق في مشاعرك صادق في قولك

صادق في وعدك صادق بخوفك .. لأن كل هذا سوف يقابل بطعنة تشل

تفكيرك , وصفعة قوية من اليد التي تقدم لها الورد فيتناثر عبير وردك ومعه

تتناثر أحاسيسك ومشاعرك في مهب الريح

وعندها لن تستوعب الموقف لأنك أقبلت بقلب أبيض ويصيبك الدوار

والغثيان من تكذيبهم لك وإتهامك بالبحث عن النوع الذي في عقولهم .