الورقة الاولى

الورقة الأولى

..
.

تتساقط ذرات الحبر ..
بين اوردة الورقـــه في محاوله .. لرؤية واقعيه لا يكتنفها غموض ..

بعيدا عن التأثيرات الجانبيه للحرف في إصابة الورقة بعدم الإتزان ..
لذا سيكون التفاعل في قالب فكري ..

يقال" فاقد الشيء لايعطيه "
ربما استدركنا تلك المقوله لسماعها كثيرا وقرأتها كثيرا ..

* شد إنتباهي وللوهله الأولى
تلك الفلسفة الهنديه القائله " لاسبيل للوصول سوى وضع نقطة معينه بكل وضوح للوصول "

حاولت الإستطراد والتمعن فيهما ..
لأجد هناك تشابه وإنسجام معنوي في باطنيهما ..

" فاقد الشيء لايعطيه "
بالفعل تتمحور هذه المقوله حول ( عدم الوصول لشيء اساسه مبني على فقدان هالشيء )
بعيدا عن التعقيد تطبيق هذه المقوله سأورده في مثال بسيط

فاقد الحب لايعطي !! لماذا ؟؟
ليس الفقد كما هو متعارف في عدم وجود من تحبه .. ولكن الفقد في عدم وجود حب
من الأساس ..
بمعنى فقدان هوية الحب .. وجل المعرفة حتى ان كان هناك حب فهو مجرد اسم كشكل ظاهري ..
لكن اتكلم عن باطنية الحب ..
إذا لم تكن من الإساس ملم بما هو الحب وكيف له ان ينمى بداخلك وذلك من خلال التعمق في باطنه .. حينها تكون بالفعل فاقد للحب ..
إذن لايكمن الوصول بدون ان تضع هدف وهو إنماء الحب بداخلك من خلال الإبحار في اعماقه ..

بعد ذلك التطبيق ..
كشفت لنا حقيقة الفلسفة الهندية القائله :
" لاسبيل للوصول سوى وضع نقطة معينه بكل وضوح للوصول "

/
\

سأقيس على ذلك :

" فاقد الثقه لايعطي "
كثيرا نرى كتاب في بداية كتاباتهم يكتبون .. وماهي سوى بعض الكتابات ثم يتلاشون ؟؟
من احد الأسباب عدم الثقه فيما يكتبه ..
إذن فقدت الثقه ..
ولكن عندما اضع هدفا محددا في بداية ماأكتب .. وهو مثلا كيفية الوصول للابداع ..
لابد لنا اولا من القراءه لمن سبقنا والتيقن بإنهم ليسوا بأفضل منا .. وإننا قادرون على الوصول لمستواهم ومن ثم تخطي مستواهم للاعلى ..
يحين بعدها دور الكتابه .. قد يكون في البدايات بعض الإنتقادات ..
هذا لا يضعف من هدفك ولكن احد السبل للوصول للإبداع هو تقبل الإنتقاد ومحاولة الكتابة مره اخرى
وتجاوز تلك الإنتقادات ..
حتما بعدها سيكون هدفك سهل التحقيق ..

ومرة اخرى تتضح تلك الفلسفة
" لاسبيل للوصول سوى وضع نقطة معينه بكل وضوح للوصول "
ومدى الإنسجام مع تلك المقولة
" فاقد الشيء لايعطيه "

فاصله :

ذرات حبر كانت نتاج لمجموعة اوراق ..
وقد سقطت الورقة الأولى ..
تدريجيا ستسقط بقية الأوراق