أ
http://www.muslimvideo.com/tv/thumb/1_12109.jpg
تقتلون رجلا أن يقول ربي الله .....
يا عم: أين أبو جهل ؟ فقد سمعت أنه يسب رسول الله....
من لي بكعب بن الأشرف فإنه آذى الله ورسوله....؟
إن البرية قبل مبـعث أحمد *** نظر الإله لها فبدل حـالها
بل كرَّم الإنسان حيث اختار من *** خير البرية نجمها وهلالها
*********
ومـما زادني شـرفا وتيها *** وكدت بأخمصي أطأ الثريا
دخولي تحت قولك يا عبادي *** وأن صيرت أحمد لي نبيا
أشهد ألا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، خير البرية, ورسول البشرية, من هدى الله به أعينا عميا وآذانا صما وقلوبا غلفا...
إن الرسول لنور يستضاء به مهند من سيوف الله مسلول
من الذي يحاول حجب ضوء الشمس بكفه ؟!! خاب وخسر وألقم الحجر
أيريد هؤلاء العابثون أن يغيروا الحقائق والمسلمات، بتلك الرسومات!!! خسئوا والله. إن دونهم خرق القتاد، وتفتت الأكباد.
ألا من يبلغ أشباه الأبقار أن ما اقترفته أيديهم وما سولت له نفوسهم ما ألبسهم إلا ثوب الذل والعار، والخزي والشنار، وما زاد رسولنا صلى الله عليه وسلم إلا حبا في نفوسنا وتمسكا بسنته وهدية وثباتا على دينه.
http://up.arab-x.com/July09/rEM51234.jpg
إن الرسول حماه ربي من يد *** مدسوسة بوسائل الإعلام
ما تلك صورته ولكن صورة *** قد صاغها إبليسهم بمنام
فرسولنا لن يستطيعوا رسمه *** بالحبر والقرطاس والأقلام
وخير من ذلك قوله تعالى: { إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئين َ } (الحجر:95) ...
أما السب والشتم والإيذاء والهمز واللمز فقد فعلها من قبلهم الكفار، فليسألوهم كيف كان حالهم، وليقرؤوا أين صار قرارهم ومآلهم !! إن كانوا يعقلون، ولكنهم كالأنعام بل هم أضل سبيلا.
أين من كانوا يؤذون رسول الله صلى الله عليه وسلم عند الكعبة, أين من قال عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم إنه أبتر فأتاه الجواب: { إن شانئك هو الأبتر َ } , أين من سب رسول الله صلى الله عليه وسلم
وقال: " تبا لك سائر اليوم" فأنزل الله: { تبت يدا أبي لهب وتب َ } .
هلم أخي لتقرأ شيئا من أخباره, ونتفا من سيرته في تعامله مع أولئك الأشرار الفجار، ثم اقتد بخير الأبرار صلى الله عليه وسلم , وقس على ما قرأت تكن من النابهين الأخيار.
هذا فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم مع هؤلاء القوم بعد أن دعاهم بالتي هي أحسن، وما فعل ذلك انتقاما لشخصه صلى الله عليه وسلم ، بل لأنهم يسخرون من الدين الذي جاء به.
فسل (بدراً)عن أبي جهل وعقبة بن أبي معيط، وعتبة بن ربيعة، ستنبيك بالخبر اليقين.
فأين من يُسمِع الدنماركيين: { إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُهِيناً } (الأحزاب:57), وأين من يُسمعِهم قوله تعالى: { وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } (التوبة: من الآية61).
فنسأل الله أن يرينا فيهم يوما كيوم بدر.
وأما صحابته الكرام رضي الله عنهم ، فلا تسل عما قاموا به دفاعا عن نبيهم, وقائدهم، لقد سطروا لنا أسمى المثل في الحرص والتفاني للدفاع عنه صلى الله عليه وسلم بالغالي والنفيس، فهم من عاش معه وتربى على عينه، فإليك أيها القارئ شيئا من هذه القصص:
فعن عروة بن الزبير رضي الله عنه قال: سألت ابن العاص فقلت: أخبرني بأشد شيء صنعه المشركون برسول الله قال بينما النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في حجر الكعبة إذ أقبل عليه عقبة بن أبي معيط فوضع ثوبه على عنقه فخنقه خنقا شديدا فاقبل أبو بكر رضي الله عنه حتى أخذ بمنكبه ودفعه عن النبي صلى الله عليه وسلم وقال ( أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم ).
فيا لله!! ما أعظم هذا الموقف الشجاع النبيل، في مثل هذا الموقف العصيب، لقد أعلنها مدوية جليَة بين ظهراني قريش مظهرا إيمانه، مدافعا عن حبيبه ورسوله صلى الله عليه وسلم حتى لو ضرب وأوذي في سبيل الله تعالى.
وفي غزوة بدر الكبرى، يقول عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه: إني لفي الصف يوم بدر، إذ التفت فإذا عن يميني ويساري فتيان حديثا السن، فكأني لم آمن بمكانهما إذ قال لي أحدهما سرا من صاحبه: يا عم: أرني أبا جهل، فقلت يا ابن أخي ما تصنع به؟
قال: أُخبِرت أنه يسب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والذي نفسي بيده لئن رأيته لا يفارق سوادي سواده حتى يموت الأعجل منا. فتعجبت لذلك، قال: وغمزني الآخر وقال لي مثلها، فلم أنشب أن نظرت إلى أبي جهل يجول في الناس، فقلت ألا تريان, هذا صاحبكما اللذان تسألان عنه، قال: فابتدراه بسيفهما فضرباه حتى قتلاه.
والسؤال: كم كان عمر هذين الفتيين عندما آذى أبو جهل رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
إنها المحبة العظيمة لرسول الأمة، تربوا عليها منذ نعومة أظفارهم، فصار همهم في الحرب قتل من آذى رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فيا أيها الأب ويا أيها المربي: هل علَّمت أبناءك وطلابك وربيتهم على محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبغض من يشتمه ويستهزئ به؟!!
ويرجع النبي صلى الله عليه وسلم من غزوة بدر، ويغتاظ لذلك اليهود، ويبدؤون بشن الحملات ضد رسول الله صلى الله عليه وسلم , ويتولى كبر هذه الحملة كعب بن الأشرف، وما هو بأشرف، فيذهب إلى قريش ويألبهم على الثأر من المسلمين، ولم يكتف بهذا بل سب رسول الله صلى الله عليه وسلم
ولم يكتف بذلك بل أخذ ينظم الأشعار تغزلا وتشببا بأمهات المؤمنين ونساء الصحابة فلما طغى كيده، وظهر شره, وخبث مقصده، نادى رسول الله صلى الله عليه وسلم : من لي بكعب بن الأشرف، فإنه آذى الله ورسوله، فقام محمد بن مسلمة فقال: يا رسول الله أتحب أن أقتله قال نعم قال فأْذن لي أن أقول شيئا, قال: قل, فأتاه محمد بن مسلمة فقال: إن هذا الرجل قد سألنا صدقة وإنه قد عنَّانا وإني قد أتيتك أستسلفك قال: وأيضا.. والله لتملنه.
قال: إنا قد اتبعناه فلا نحب أن ندعه حتى ننظر إلى أي شيء يصير شأنه وقد أردنا أن تسلِّفنا, قال: نعم.. ارهنوني, قلت: أي شيء تريد قال: ارهنوني نساءكم, فقالوا: كيف نرهنك نساءنا وأنت أجمل العرب قال: فارهنوني أبناءكم, قالوا: كيف نرهنك أبناءنا فيسب أحدهم فيقال رهن بوسق أو وسقين هذا عار علينا, ولكن نرهنك اللأمة. يعني السلاح. فواعده أن يأتيه ليلا فجاءه ليلا ومعه أبو نائلة وهو أخو كعب من الرضاعة فدعاهم إلى الحصن فنزل إليهم فقالت له امرأته أين تخرج هذه الساعة إني أسمع صوتا كأنه يقطر منه الدم, قال: إنما هو أخي محمد بن مسلمة ورضيعي أبو نائلة, إن الكريم لو دعى إلى طعنة بليل لأجاب, قال ويدخل محمد بن مسلمة معه رجلين فقال إذا ما جاء فإني مائل بشعره فأشمه ثم أشمكم فإذا رأيتموني استمكنت من رأسه فدونكم فاضربوه, فنزل إليهم متوشحا وهو ينفح منه ريح الطيب, فقال ما رأيت كاليوم ريحا أطيب, فقال: عندي أعطر نساء العرب وأجمل العرب , فقال أتأذن لي أن أشم رأسك, قال: نعم فشمه ثم أشم أصحابه ثم قال أتأذن لي قال نعم فلما استمكن منه قال: دونكم عدو الله، فاختلفت عليه أسيافهم حتى قتلوه ثم أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فأخبروه، فقال: أفلحت الوجوه.
الله أكبر: هذا جزاء من يؤذي الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، ولما سمع اليهود الخبر، لم يحركوا ساكنا، بل قذف الرعب في قلوبهم.
فنسأل الله تعالى أن يرينا في من استهزأ برسول الله صلى الله عليه وسلم يوما يشفي صدور المؤمنين، ويردع الكافرين الحاقدين المبطلين.
لقد كان الصحابة رضوان الله عليهم يبذلون أرواحهم ودمائهم ومهجهم دون أن يمس عرض رسول الله وذاته الكريمة بأذى، ويقدمون ذلك بأنفس سخية وقلوب راضية زكية، ولسان حالهم:
فإن أبي ووالده وعرضي لعرض محمد منكم وقاء
هذا خبيب بن عدي يأسره كفار قريش في إحدى السرايا، ويرسلونه لمكة، فقرروا قتله ثأرا لمن قتله خبيب في غزوة بدر، فطلب منهم أن يصلي ركعتين قبل صلبه وقتله, فلما انفتل من صلاته ووضعوه وصلبوه: قال له أبو سفيان: أيسرك أن محمدا عندنا نضرب عنقه، وأنك في أهلك؟ فقال: لا والله ما يسرني أني في أهلي وأن محمدا في مكانه الذي هو فيه تصيبه شوكة تؤذيه.
فبهت الذي كفر، وَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ .
حتى الكلمة التي رجوها في النيل منه صلى الله عليه وسلم لم يحصلوا عليها وأنى لهم ذلك مع صحابي يتعبد الله تعالى بمحبة رسوله أكثر من نفسه’ بل أعلنها بلسان حاله ومقاله:
لقد أجمع الأحزاب حولي وألبوا **** قبائلهم واستجمعوا كـل مجمع
وقد قرَّبوا أبناءهم ونساءهـم **** وقُرِّبت من جذع طويل ممـنّع
إلى الله أشكوا غربتي بعد كـربتي **** وما جمَّع الأحزاب لي عند مضجعي
فذا العرش صبرني على ما يراد لي **** وقد بضعوا لحمي وقد بؤس مطمعي
وقد خيروني الكفر والموت دونه **** فقد ذرفت عيناي من غير مدمع
ولست أبالي حين أقتل مسلما **** على أي جنب كان في الله مـصرعي
وذلك في ذات الإله وإن يشأ **** يبارك على أوصال شلْوٍ مُـمـَزَّع
هذه مواقف جليلة وقصص رائعة مثيرة خلدها لنا التاريخ، لنقرأها ونستخرج منها العبر.
اقرأوا التاريخ إذ فيه العبر **** ضل قوم ليس يدرون الخبر
فيا أنصار محمد صلى الله عليه وسلم هذا فعل رسول الله وأصحابه رضي الله عنهم مع من يؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، تنوعت المشاهد، وتعددت الأساليب بحسب ما هو مناسب في الوقت المناسب، وحيث دارت المصلحة، ولكن كل قصة تنطق وتقول: نفسي دون نفسك يا رسول الله وعرضي دون عرضك يا رسول الله، ونحري دون نحرك يا نبي الله.
فلا أقل من مقاطعة هؤلاء الظالمين، وقراءة سيرة سيد المرسلين، وصحابته الغر الميامين الذين كانت أنفسم وأرواحهم فداء لرسول الله صلى الله عليه وسلم ونصرة دينه وإعلاء كلمته, وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
][