لا ترد الإساءة بمثلها ..

.

لا ترد الإساءة بمثلها

الإساءة هي:
الألفاظ أو الأفعال القبيحة التي تحمل الشر والتحقير ويترتب عليها التقليل
من قيمة إنسان وإهانته في أمور دينه ودنياه، سواء أكان ذلك في بدنه أو نفسه
أو فيما يحيط به من مال أو ولد ..

وهذا الأمر كثيرا ما نتعرض له من قبل الآخرين سواء كانت بقصد أو بدونه فهي مؤلمة ومؤذية علي الصعيد النفسي ومن الصعب نسيانها ،
ولكن نبيل الأخلاق هو الذي لا يرد الإساءة بمثلها لأن في ذلك انتشار الكراهة بين الناس والفرقة بين الأقارب والأصحاب ،
فإذا رددنا الإساءة بالإساءة فمتى تنتهي الإساءة كما يقول غاندى . وقديما قالوا : سلاح اللئام قبح الكلام .
والإساءة عكس الإحسان الذي امرنا الله به ورغبنا فيه وأن نكون محسنين في كل شئ .
قال تعالى :
{ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (195) }(سورة البقرة .. كما ان الإساءة ترد علي صاحبها وكذلك الإحسان .
قال تعالى : إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا وبذلك رغب في الإحسان وحذر من الإساءة
فقال تعالى : مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ }الجاثية 15 .

وقال بعض السَّلف:
(ما أحسنتُ إلى أحدٍ، وما أسأتُ إلى أحدٍ، وإنَّما أحسنتُ إلى نفسي، وأسأتُ إلى نفسي).
ومن أجل هذا المعنى قيل:
( مَن رضي لنفسه بالإِسَاءة، شهد على نفسه بالرَّداءة والدَّناءة ).

وقال محمود الوراق:

إني وهبت لظالمي ظلمي وغفرت له ذاك على علمي
ورأيته أسدى إلي يدا لما أبان بجهله حلمي
رجعت إساءته عليه وإحــساني إلى نفسي
وغدوت ذا أجر ومحمدة وغدا بكسب الظلم والإثم
وكأنما الإحسان كان له وأنا المسيء في الحكم
وما زال يظلمني وأرحمه حتى رثيت له من الظلم

ولكن يجب علينا التغاضي وتناسي بعض الإساءات وخاصة إذا كانت من شخص قريب ونستعين بوسائل علي ترك الإساءة مثل : الحلم والاستغفار والعلم بأن في ترك الإساءة راحة للنفس ورجاحة في العقل .
وفي الأخير سامح و اعفو و لا ترد الإساءة بإساءة : سامح من يسيء إليك ، فرد الإساءة بإساءة سيزيد الأمر سوءاً و يولد مشاكل أنت في غنى عنها ، و تذكر دائماً ( العفو عند المقدرة ) . و التسامح سيجعلك شخصاً أفضل بنظر نفسك و نظر الجميع ..