إن الحياة وإن يطُلْ مسراها تقفو شوائنُ أمرها حُسناها
فإذا هي ابتسمتْ وأشرَق وجهُها عادتْ لنا الغُمَّى وعاد أذاها
وقصيرة وطويلة وجميلة ودميمة لكننا نهواها
وكثيرة عشَّاقُها وقليلة سعداؤها وجميعهم أَسْراها
تُعطي وتَسلُبُ إن ربَّك صاغَها وهَّابة سلَّابة كفاها
لا عن رضًا تعطي ولا عن بغضةٍ تأبى وإن خيارَها أزكاها
لا تبطرن إذا أتاك نفيسُها أو تَجزعن إذا أتاك قلاها
أو تَحفلنَّ بقَدْحها أو مدْحها إن الذي سوَّاك مَن سواها
والأمرُ فيها مثل أمرك دائمًا يتناوبان حصانة وسفاها
فإذا استقمتَ فأنت خاطبُ هديها وإذا ضللتَ فخاطبٌ عُزَّاها
واعلَم بأنك سوف تلقاها غدًا عند الممات عشيَّةً وضحاها
والفوز في الأخرى فأسرج نحوها مهرًا من التقوى تنل أعلاها