حدِّثْ رجوتُكَ يا صديقي
حدِّثْ عن النبَأِ الوثيقِ
حدِّثْ لعلَّ القومَ ير
ـتَشِفونَ مِن هذا الرحيقِ
إنِّي خشيْتُ على القلو
بِ الرَّانَ في زَمَنَ العُقوقِ
وعلى المسامعِ أن تُصَمَّ
من الفحيحِ أو النعيقِ
حدِّثْ عن السُّفُنِ التي
لم يلوِها صخبُ المَضيقِ
وعنِ الأشدَّاءِ الذيـ
ـنَ تقحَّمُوا ضَرَمَ الحريقِ
وعنِ الرجالِ يلقِّنُو
ـنَ الشمسَ ملحمةَ الشروقِ
وعن القوافلِ حينَما
خبَّتْ إلى البلدِ الشقيقِ
فرَّتْ بدينِ اللَّهِ تُنـ
ـقِذُهُ من الخطرِ المُحيقِ
"أمَّ القرى" لم نرتحِلْ
طَوعاً وحبُّكِ في العُروقِ
"أمَّ القرى" ما ضِقْتِ ذَرْ
عاً بالكرامِ ولن تضيقي..
فتصبَّري فالنخلُ ير
قُبُ مطلعَ الفجرِ الطليقِ
حدِّثْ عن النفَرِ القليـ
ـلِ وعن مُكابدَةِ الطريقِ
عن عُصْبَةٍ حملَتْ لوا
ءَ اللَّهِ في صِدْقٍ صَدوقِ
هذي قريشٌ أقبلَتْ
تسعى بباطلِها الصفيقِ
بالخيلِ بالرجلِ الكثيـ
ـفِ بكُلِّ أفَّاكٍ مَرُوقِ
إنا عُراةٌ فاكْسُنَا
من سُندسٍ بعدَ الخُلوقِ
إنا عِطاشُ فاسْقِنَا
من ماءِ كوثرِكِ الدَّفُوقِ
ربَّاهُ أنجزْ ما وعدْتَ
ومُدَّ بالنصرِ الخليقِ
وتقابلَ الجمعانِ وال
تَحَمَ الفريقُ مع الفريقِ
حدِّثْ رجوتُكَ مُدَّ حبْـ
ـلَ الودِّ مَدَّ أخٍ شَفوقِ
عن كلِّ من سَدَّ الطريـ
ـقَ ومن تأرجَحَ في الطريقِ
يرمي رسولَ اللَّهِ بال
كَلمِ المُسَطَّحِ، بالنقيقِ
بمقالةٍ عرجاءَ سا
قطةٍ ومَخرَقةٍ خُروقِ
عن كلِّ من أدَّى الأما
نةَ دونَما صَنْجٍ وبُوقِ
مُستمسِكاً بالحبلِ.. حبْـ
ـلِ اللَّهِ في فَرَجٍ وضيقِ
ما غرَّهُ طمعٌ ولا
وهجُ اللآلِئِ والعقيقِ
أو مغنَمٌ فرَّ الجميـ
ـعُ إليهِ بالخَطوِ الرشيقِ
أو غادةٌ ساقَتْ إلى ال
أوحالِ قافلةَ الرقيقِ
بسُويْعَةٍ حمراءَ وا
خجلَ الصديقةِ والصديقِ!