يَقولونَ: (بابا) نحبُّ المَدينَهْ ونعشقُ رَوضةَ خيرِ البَشرْ
نُجاورُ فيها الهُدى والسَّكينهْ ونأمنُ من كلِّ سوءٍ وشَرّْ
نكفكفُ دمعَ القلوبِ الحزينهْ بمَن فاقَ في الحُسنِ وجهَ القمَرْ
صلاةٌ من اللهِ عُظمى ثمينهْ عليهِ بهذا المقامِ الأَغرّْ
نفوسُ المحبينَ فيها رَهينهْ فليسَ لهُم دونَها مستقرّْ
تهاوَت جميعُ القلاعِ الحَصينهْ سِوى أحمدَ المصطفى مِن مُضَرْ
جميعُ البرايا بهِ مُستعينهْ إذا أطبقَ الهولُ في يومِ حَرّْ
فبيَّضَ ربُّ البَرايا جَبِينهْ بنَيلِ الشفاعةِ حتى يُسَرّْ
فأكرِم بأنفاسِ نفسٍ أَمينهْ على أُمةٍ خيرُها كالمطرْ
يقولونَ: (بابا) نحبُّ المدينهْ لأنكَ أحبَبتها في الصِّغرْ
نقشتَ الهوى قبلَ أن نَستبِينهْ كما يُنقشُ الخطُّ فوق الحجرْ
وحركتَ في الشوق منَّا كَمينهْ وأخبرتَنا عن هَواها خَبرْ
بأنكَ يوماً ركبتَ السَّفينهْ إليها، وفِيها نظَمتَ الدُّررْ
نراكَ تحبُّ ترابَ المدينهْ وتعشقُ فيها جميعَ الصُّوَرْ
وتكتمُ في القلبِ دوماً حَنينهْ ومَن يكتمِ الحبَّ يوماً ظَهرْ
فقلتُ لهم ودمُوعي سَخينهْ: نعمْ إنَّ سمعي بها والبَصرْ
يقولونَ: (بابا) أقِم في المَدينهْ فقلتُ: إذا الإذنُ يوماً صَدرْ
ونَفسي بأهوائها مُستَهينهْ سِوى أن يَجودَ علَيها القَدَرْ