سَبْعون عامًا في رحابِ العامرِ
ما أطيبَ الذكرى لقلبِ الشاعرِ
سَبْعون عامًا طالبًا ومعلمًا
بل طالبًا حتى المساءِ الدابرِ
سَبْعون عامًا عاشقًا بل فانيًا
يحيا كدرويشٍ بزيِّ مجاورِ
سَبْعون عامًا ذقتُ فيها عانيًا
بعد الحبيبِ المستبدِّ الهاجرِ
عقدٌ من الأعوامِ أُحرَمُ قربَهُ
لولا الكتابُ مُلازِمي ومُسامري
حتى رجَعتُ فرُحْتُ أكرعُ ناهمًا
بعد الغيابِ بسجنِ عبدِالناصرِ
ولزمتُ نبعَ مَعينِهِ متضلِّعًا
عِوَضَ الغيابِ المستطيلِ الجائرِ
واليومَ قالوا قد بلوت مشاهدًا
وقضيتَ عمرًا في جهادٍ صابرِ
ونقلتَ علم السابقين لفتيةٍ
هم قادةُ الجيلِ الجديدِ الحاضرِ
فادخُلْ إلى جمعِ الكبارِفربَّما
ناصرتَ حقًّا أو نصحتَ لحائرِ
للهِ أيامٌ هناك تصرَّمتْ
في ذمةِ الله العزيزِ القادرِ
كالطيفِ مرَّت رحلتي بعقودِها
سبعًا, على شظفِ الحياةِ الظاهرِ
بعدٌ وتعذيبٌ وظلمٌ فادحٌ
والقلبُ مملوءٌ بحبٍّ زاهرِ
حبّ المعارفِ والعلومِ ونشرِها
ما زال يمتحُ مِن مَعينٍ طاهرِ
سِدٌّ من الأشياخِ يسري في دمي
للهِ من زمنٍ غنيٍّ باهرِ
واليومَ أذكرُ في مدى شيخوخَتي
يومَ البدايةِ والفتوحِ الباكرِ
سَبْعون عامًا في رحابِ العامرِ
فلتَسمَعِ الدنيا فخارَ الشاعرِ