رقص الزهور الهادئة ...

رقص الزهور الهادئة ...

مساءكم ندي بشذا الورد

تصحو تلال الروض على رقص الزهورالهادئة وهي تنتشئ بشجن العندليب فوق أغصان الزيتون يرسل حنينه عبر أوراق الخريف التي تتراقص طربا من ألحان الصبا"

في السماء همسات متناقلة وهمهمات متسائلة تدور بين أهل السماء يتناقلون ما بينهم ويتحدثون إلى متى هذه الغفلة التي تغط بها الأمم وهم نائمون"

للصباح رائحة تنبعث في أرجاء الكون ترغم القلب على الاشتياق دون وعي وتفوح منه أزكى الطيبات كأنها أشجار السنديان المعطرة بقطرات الندى الصافي"

ما أجمل هدوء الصباح الذي يعم أرجاء المكان ويعانق كل الأشياء المحيطة ، يلامس بأهدابه أعناق السماء فيرسل للقلوب أمنيات وردية كالقناديل المضيئة"

نصحوا على أنفاس الكون وفجاج الآرض وهي تتلوا صلواتها وتلهج بتسبيحاتها ونحن نرسل أمانة الأرض إلى خالقنا عبر ركعتي الفجر لكي تبدأ فصول حياتنا"

اطياف زهرية قادمة من خلف تلك الجبال الصامتة تدور في أعماق الفضاء كحلقات عائمة تشعل في قلوبنا مشاعر غائبة وتدق في نبضات القلب لحظات خاطفة"

نكتنز دفقة كبيرة من المشاعر المكنونة في أعماقنا ونقفل عليها بالتجاهل والصمت العميق ليس لأننا لانتقن مهارة التفريغ إنما يقتلنا الخجل من بوحها"

نبكى على فقدنا بعض الأشياء في حياتنا ونتحسر على ضياع لحظاتها لكننا نتفاجأ بأشياء جديدة تعوضنا ما فقدناه وتمحي عن ذاكرتنا كل الصور القديمة"

أجمل لحظات الحياة عندما تنثر في الكون نسماتها الباردة للقلوب الدافئة فيها تُصنع الإيمانيات وتتجلّى الأمنيات وتشدو الأغنيات وتسمو التضحيات"

حتى تظل أرواحنا معلقة عند عرش الرحمن علينا أن نسبح في ملكوت الله بالذكر والدعاء وأن نحلق دوما في دائرة الاستغفار التي تقربنا من أركان عرشه