بعد كل محطة وداع !

بعد_كل_محطة_وداع

ستتعلم ذاك الفرق الشاسع بين التعود و الشعور ، و أن هناك تراتيل أوجاع تتلى ما بين الإمساك بيد ، و تكبيل روح معها أو تركها بمعروف و إحسان ..!!
إن الهدايا ليست ولاءاً أو عربون عمر ، إن الحب ليس كلمات عابره و بعدها يأتي الإتكاء ..!!
إن الصداقة و القرابه لا تعني مدينة الأمان ..!!
إن المكوث طويلاً لا يفسر على أنه إحتواء ..!!
و مع الأيام ستدرك ماهي الأشياء بالتدريج
تبدأ بتقبل هزائمك بصدر رحب و إبتسامة رعناء ، و تسجل كل مرّة بدفترك تواريخ خيباتكَ بيد صلبه لا تعرف زلازل الرعشه و الخوف و الإرتداد .
تدوس بلاط عثراتك بقدمين نازفتين ، و لكن قويتين بشموخ ملك و ليس بتعاسة طفل ..!!
تتعلم أن لا تخطط كثيراً لمطبات القدر ، فكلها ستكون هشه و تكسر ،
ستهندس مدينتك الشمعيه بأقلام قاسيه على أرض متزنه و ناضجه
و بعد صفعات الحياة ستتعلم أن أشعة الشمس تحرقك إذا بالغت أكثر بالإقتراب ، و هنا ستتقن نظرية المسافات ، و أن الإبتعاد بالعلاقات أحياناً يكون نعمه لا نقمه ..!!
و أخيراً ستبدأ بتهذيب روحك الأنيقة و زرع حديقتها الصغيره بمفردك دون إنتظار من يجلب لك الزهور و ينثر بشرفاتك الأمل ..!!
تتعلم أن تطوي بخزائن الماضي أثواب الخذلان ، و تجدد ذوقك من جديد و سيكون أكثر جمالاً و رونقا ..!!
أجل ستتعلم بمفردك مع كل هفوة فراق و لحظة وداع .