المواد الملونة هي واحدة من ضمن الأمور التي أصبحت منتشرة بشكل كبير في العديد من الأطعمة المختلفة والمتعددة، بالأخص في الفترات الأخيرة؛ حيث لا يُمكننا أن نجد الكثير من الأطعمة والأغذية المختلفة التي تخلو من تلك المواد الملونة، والتي تعطي للأطعمة أو المشروبات اللون المميز، وهذا ما يعتمد عليه الكثير من المصانع والشركات لجذب الأطفال إليهم بالتحديد في تناول تلك الأطعمة بشراهة، ولكن تلك المواد الملونة لها أضرار كثيرة مختلفة ومتعددة، تظهر آثارها السلبية على المدى البعيد، وسوف نذكرها من خلال هذه السطور.
ما حقيقة هذه الملونات؟
الملونات مواد مضافة وبدون فائدة غذائية، تضاف للأطعمة المحضرة من أجل إعطاء المنتج أو الصنف لونًا خاصًّا به دون اللجوء لعمليات الغش وخداع المستهلك عبر إيهامه مثلًا بأن الصنف يحتوي على الطماطم في حين لا يحتوي إلا على لونها الأحمر مثلًا!
ونرى تلك المواد الملونة بكثرة في الحلوى، وأيضًا العلكة الموجودة بطعم الفواكه، وأيضًا في الجيلي بأنواعه، وغيرها من العديد من الأطعمة والحلوى التي تحتوي على تلك المواد الملونة التي يكون لها تأثير كبير على الصحة عامة، وصحة الطفل بشكل خاص، وتتوافر المواد الملونة بالعديد من الألوان المختلفة، ويمكن التعرف عليها بسهولة في تلك المنتجات المخصصة للأطفال؛ وذلك لأنها تترك أثرًا على الفم، وأيضًا تترك أثرًا على اليدين في حالة الإمساك بقطعة من الحلوى تحتوي على تلك المواد الملونة، وبالرغم من أنها تضيف المنظر الجمالي لتلك الأطعمة أو العصائر، فإنها تشكل خطرًا كبيرًا يواجه الكثير من الأطفال.
إن الحصول على غذاء صحي مهمة ليست سهلة في أيامنا هذه، وبشكل خاص مع النمط الغذائي الذي بات يحاصر الجميع؛ من حيث استهلاك الوجبات السريعة، والحلويات والمعلبات، والعصائر المستوردة وخلافه...
والضحية الأكثر تعرضًا للخطر هم الأطفال؛ من حيث عدم وعيهم من جهة، وإهمال الأهل من جهة أخرى، حتى أصبح تناول الحلوى الملونة والمشروبات الغازية بمثابة أمر روتيني يومي لدى معظم الأطفال، وفي المقابل - في أغلب الأحيان - قلة تناول المأكولات الطبيعية المفيدة مثل الخضراوات والفواكه الطازجة.
الملونات الصناعية مخاطر صحية:
أهم المشكلات الصحية لهذه الملونات هي الحساسية الجلدية وحساسية الجهاز التنفسي كالربو، وهي مشكلات تنتشر بكثرة في المنطقة العربية، وبشكل خاص منطقة الخليج العربي.
تساعد المواد الملونة على تحطيم كرات الدم الحمراء في الجسم، بالإضافة إلى شعور الإنسان الدائم بالتعب والإرهاق، حتى لو لم يقم ببذل أي مجهود زائد، كما أن لها دورًا كبيرًا في إصابة الإنسان أيضًا بالصداع المتكرر.
تساعد المواد الملونة بشكل كبير على التقليل من كفاءة الجهاز المناعي، وتقليل عمله، وهذا ما يجعلنا والأطفال بصفة خاصة معرَّضين للإصابة بالعديد من الأمراض المختلفة والفيروسية.
أكدت العديد من الدراسات والأبحاث أن المواد الملونة من المواد التي لا يتم امتصاصها أثناء عملية الهضم.
إن للمواد الملونة تأثيرًا سلبيًّا كبيرًا على امتصاص البروتينات في الجسم، وأيضًا على امتصاص العديد من أنواع الغذاء التي يحتاج إليها الجسم.
مخاطر الألوان الصناعية على الأطفال:
الملونات التي تضاف إلى أغذية الأطفال بشكل خاص، يمكن أن تحمل خطورة كبيرة وبشكل خاص إذا ما استهلكت في الأغذية بشكل مبالغ فيه؛ حيث تُستعمل بكثرة في إعطاء اللون للحلويات وسكاكر الأطفال، والحذر هنا واجبٌ؛ حيث يستهلك الأطفال كميات كبيرة من السكاكر يوميًّا من غير أي ضابط، وهذه المواد تشكل خطورة على صحة الطفل.
♦ الإصابة بالحساسية الجلدية بشكل عام.
♦ إصابة الطفل بالصداع وآلام الرأس المتفرقة، سببه تركيزات الألوان الصناعية.
♦ الهيبرة أو النشاط المفرط، وغياب الهدوء والعقلانية - من سمات الأطفال المواظبين على تناول هذه المنتجات.
♦ احمرار في وجه الطفل.
♦ الهبوط والكسل وصعوبة بذل المجهود؛ حيث نشاط الطفل يتأثر بشدة بالألوان الصناعية.
♦ تخزين وتركيز هذه الألوان يُسبب تراكم الدهون وعدم حرقها، ما يرفع فرص إصابة الطفل بالسمنة.
♦ التقلبات المعوية من أشهر الأضرار الجانبية.
♦ آلام بالبطن وتقلصات شديدة.
♦ إسهال متكرر كلما تناولها الطفل.
♦ العصبية والصوت العالي من أبرز تأثيرات هذه الألوان.
♦ تقليل نسب الكالسيوم بجسم وعظام الطفل، فلا يُمكنه الاستفادة مما يتناوله.
♦ سحب عناصر الطعام المفيدة.
فالمواد الملونة لها دورٌ كبير في إصابة الأطفال بفقد القدرة على التركيز في المواد الدراسية، وفقد النشاط الذهني، بالإضافة إلى الاضطرابات السلوكية التي يتعرض لها الأطفال وهم في سن صغيرة في حالة الإفراط من تناول تلك الملونات.
كيف تستطيع الشركات حل هذه المشكلة؟
تستطيع الشركات الابتعاد عن استخدام الملونات الغذائية الصناعية المسببة للأمراض، والتحول إلى استخدام ملونات الغذاء الطبيعية وهي متعددة، علمًا بأنه لا يترتب على ذلك أية زيادة في التكاليف نتيجة استخدام الملونات الطبيعية؛ لأنه يمكن إنتاج هذه المواد بشكل رخيص في الكثير من الدول، ويبقى الأفضل دائمًا الغذاء الصحي الطبيعي المكون من اللحوم الطازجة والخضار والفواكه، والعصائر الطبيعية بدلًا من المعلبة.
المصادر:
♦ ومن الألوان ما قتل؛ بقلم بروفيسور محمد السقا عيد، جريدة الطبيب، الخميس 18 جمادى الأولى 1440 هـ - 24 يناير 2019.
♦ مخاطر الألوان الصناعية على الأطفال، أهمها الحساسية ونقص الكالسيوم والهيبرة.
♦ "مضافات الأغذية": سموم قاتلة بألوان جميلة ونكهات تغري المستهلكين.
♦ أضرار الملونات الصناعية على الأطفال.